الموضوع [ 2491]
المشاعر الإيجابية لأسرة صحية
المفهوم الآخر للأسرة الصحية مفهوم يهتم كثيرا بالنسق القيمي والتنشئة الاجتماعية السليمة وكذلك التأكيد على مبدأ التوافقجميعنا يعلم أن الكيان الأسري هو الذي يتحمل مسؤولية البناء المجتمعي وكذلك عصارة هذا الكون الكبير، لذلك يكون التعويل على الأسرة في تدقيق صحة وتماسك وامتداد المجتمعات والأمم۔
وكل يدلو بدلوه في تعريف وعرض أدوار هذه الأسرة وما هو المطلوب منها في ظهور هذا المجتمع بالصور المرجوة۔
لذلك يتطرق قلمي في هذا العدد من مجلتنا الأسرية "نوافذ" إلى هذا الجانب لكن من مفهوم آخر هو "الأسرة الصحية".
ولا أقصد بالصحة هنا المفهوم السائد المتعلق بسلامة البدن وإنما أتطرق إليها من جانب آخر فيما يتعلق بدور الأسرة في ضمان صحة أفرادها الاجتماعية والمعايير التي لابد أن تنهجها من أجل أن تكون أسرة صحية بهذا المعنى۔
والذي يعنينا هنا هو إبراز دور الأسرة من حيث طبيعة العلاقات الموجودة بين أفرادها والتي تظهر متمثلة في التماسك والترابط أو التفكك والتفرقة وكذلك في جانب التسامح أو الرفض أو في تشكيل وبناء شخصيات أفرادها لأن هذا المنحنى له تأثير كبير على سلوك الأفراد داخل المجتمع الأكبر.
وجميع ما يتعرض له الأفراد من معاملة أو سلسلة من الأنظمة داخل الأسرة أو من خلال شبكة العلاقات الاجتماعية بين أعضائها له تأثير كبير عليهم فإذا كانت تسير في الاتجاه الإيجابي ومن خلال سياسة أسرية صحية نفسية وجدنا أسرة يسودها الوفاق والترابط والتماسك والتسامح۔
ولابد أن نهتم كذلك بالعالم الخارجي ومدى التواصل معه وليس بالداخل فقط ۔ فيجب أن تقوم العلاقات بين أفراد الأسرة بين الآخرين خارج منظومتها الداخلية على الأصول الأخلاقية والاجتماعية والتي تتمثل في الصدق والأمانة والشرف واحترام الحريات الخاصة والعامة وكذلك المعايير التي لابد أن تأخذ بعين الاعتبار وهي معايير عالمية من خلالها تتصف الأسرة بأنها صحية.
وهذه المعايير هي:
- المشاركة في الانفعالات، أي أنه لابد أن تتم عملية التعبير عن مشاعرنا وأفكارنا داخل الكيان الأسري بصراحة وحرية وبطرق إيجابية.
- تقبل وفهم الانفعالات.
- تقبل الآخر، لأنه لابد أن تحترم الأسرة الفروق الفردية بين أعضائها من حيث قدراتهم وإمكاناتهم وكذلك قوتهم وضعفهم.
- التعاون بين أفراد الأسرة من خلال تقاسمهم جميع المسؤوليات فهم وحدة واحدة تعمل من أجلها.
- حقيق السلامة النفسية والصحية لجميع أفراد الأسرة حتى يشعروا بالأمن والاستقرار والحب
- لابد أن تكون للأسرة منظومة خاصة بها وفق منظومة القيم المستمدة من الدين والمجتمع
- نشر الحب بين أفراد الأسرة الواحدة فلابد أن يكونوا متحابين يحاولون فيما بينهم البعد عن الخلاف وأن ينهجوا نهج الاحترام.
- نشر المرح والسعادة في الجو الأسري لكونه مظهرا مهما من مظاهر الصحة النفسية داخل الأسرة الواحدة ومن خلال هذا الجو يستطيع جميع أفراد الأسرة التعامل فيما بينهم بمودة واحترام.
هذا هو المفهوم الآخر للأسرة الصحية مفهوم يهتم كثيرا بالنسق القيمي والتنشئة الاجتماعية السليمة وكذلك التأكيد على مبدأ التوافق