تأهلت ريم أحمد المحيربي إلى بعثة للخارج عام 2013 لتبدأ رحلة التميز والنجاح بجامعة كايست في كوريا الجنوبية، حيث تدرس «الهندسة النووية»، فكان السفر خارج الدولة طالبة مبتعثة في عمر 17 عاماً، أول تحدٍ يواجهها، حينها سافرت «الابنة الوحيدة» بلا مرافق، بسبب ظروف والدها الصحية واضطرار والدتها للبقاءِ معه، إلى أن وافته المنية عام 2015 وكانت وفاته التحدي الثاني الذي يواجهها، وكانت على وشك الانسحاب ولكن أحلام أسرتها المبنية على نجاحها منحتها القوة لإكمال مشوارها.

وبدأت بدراسة اللغة الكورية وبعد وصولها للمستوى المطلوب بتفوق التحقت بالسنة التحضيرية في جامعة كايست التي تعتبر من أفضل جامعات العالم في مجال الهندسة والتكنولوجيا.

وأشارت إلى أن سبب اختيارها لكوريا الجنوبية كان لأنها إحدى الدول المهمة في مجال تطوير الطاقة النووية، وأيضاً بسبب التعاون والعلاقات القوية بين كوريا الجنوبية ودولة الإمارات في مجال صناعة الطاقة، حيث اختارت شركة الإمارات للطاقة النووية «إينيك» شركات كورية كبرى لبناء مشروع المفاعلات النووية، المشروع الأكبر عالمياً لتوليد الطاقة الكهربائية.

سر النجاح

وأشارت إلى أن السبب الرئيس لنجاحها توفير الإمارات كل ما يلزم المرأة للإبداع وتحقيق المستحيل، وإثبات أنها تستحق ثقة القيادة الرشيدة التي تراهن على الشباب، مشيدة بدعم عائلتها وأصدقائها وتحفيزهم المتواصل لها، إضافةً إلى عزيمتها وإرادتها الصادقة وإصرارها في أن تواجه وتتحدى كل عقبة تقف في طريق تحقيق هدفها، خاصة أن هذا الهدف يعود بالنفع لمصلحة دولتها ومجتمعها.

ولا تضع المحيربي سقفاً لطموحاتها، فدائماً تطمح للأفضل وتسعى لأن تكون النسخة الأفضل من نفسها، وتقول: أطمح بعد إنهاء للبكالوريوس أن أكمل الماجستير والدكتوراه في مجال الهندسة النووية ونقل التجربة الكورية النووية الفريدة إلى الإمارات لتصبح بلادي الرائدة في مجال الطاقة النووية، وأيضاً أطمح أن تكون لي مكانة بارزة ودور فعال في المجتمع.

الطاقة النووية

وتضيف المحيربي: الطاقة النووية تنتج عن استخدام التفاعلات النووية التي تطلق طاقة حرارية، تستخدم في توربينات البخار لإنتاج الكهرباء، ويمكن الحصول عليها من الانشطار النووي والإندماج النووي. وتنتج الغالبية العظمى من الكهرباء من الطاقة النووية عن طريق الانشطار النووي لليورانيوم والبلوتونيوم. وتقول: تعتبر الطاقة النووية ثاني أكبر مصدر للطاقة في العالم، وتساعد في خفض مستويات الكربون، موضحة أن 16 دولة حول العالم تعتمد عليها لإنتاج 25% من احتياجاتها من الكهرباء.

وبعيداً عن الدراسة تعشق ريم المحيربي الرياضات، خاصة كرة الطائرة وكرة السلة لتفريغ الطاقة السلبية والترويح عن النفس، وتميل للتصوير الفوتوغرافي، خصوصاً تصوير الطبيعة وتباينها في فصول السنة الأربعة.

أعمال تطوعية

برغم صعوبة الدراسة وضيق الوقت، تهتم ريم بالمشاركة في الأعمال التطوعية وتنظيم وتقديم الفعاليات وتمثيل الإمارات في الخارج في إطار نشاط سفارة الدولة بكوريا، وبتخرجها في نهاية عام 2019 ستكون حاصلة على درجة البكالوريوس من كوريا الجنوبية، وبالأخص من جامعة كايست التي تعد الجامعة الأولى في مجال الهندسة والتكنولوجيا في كوريا الجنوبية والثامنة عشرة على العالم.

المصدر: الاتحاد   بتاريخ: 5 إبريل 2019