فاطمة الملا.. تميز منذ الصغر
من أوائل القسم العلمي بمعدل 6. 98%شهر رمضان في حياة فاطمة الملا له نكهة مختلفة عن بقية شهور السنة، حيث تحرص على الاستيقاظ مبكراً لمتابعة جدول دراسة الدكتوراه، فقد تعودت على الجد والاجتهاد منذ دراستها أيام الثانوية العامة عام 2012، حيث كانت من أوائل القسم العلمي بمعدل 6. 98%، ثم التحقت بجامعة الشارقة، وحصلت على بكالوريوس التقنيات الحيوية بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف، وواصلت دراسة ماجستير التقنيات الحيوية وماجستير إدارة الأعمال من جامعة غلاسكو البريطانية بدرجة امتياز، وتدرس حالياً في السنة الثانية لدكتوراه الهندسة وقيادة العمليات الصناعية. وتقول: «رمضان في الغربة بعيداً عن الأهل تجربة صعبة لها تحدياتها، ففي الغربة يعني شعوراً يختلط فيه الشوق للأهل والوطن مع أجوائه الإيمانية، ولكننا مضطرون كطلبة على خوض هذه التجربة، ونحاول التجمع مع الصديقات وإعداد الطعام سوياً لاستشعار الأجواء الروحانية التي نفتقدها.. برغم أني أحتاج الوجود في المختبر ما لا يقل عن ست ساعات يومياً للقيام ببعض التجارب العلمية، لذا أقوم بالقراءة وكتابة البيانات لاحقاً، حيث أحرص على إنهاء أعمالي في مكتبي حتى لا أحمل عبء الدراسة معي إلى المنزل، كما أقوم بإلقاء محاضرات لطلبة ماجستير وأشرف على تجاربهم ما لا يقل عن 4 ساعات أسبوعياً». وبعد إنهاء وظائفها في الجامعة تعود للمنزل، ثم تأخذ قسطاً من الراحة، وتشاهد بعض القنوات الترفيهية، وقبل الإفطار بساعتين تقوم بإعداد الطعام ووضعه على النار، ثم تذهب للجري أو للمشي قبل الأذان في الهواء الطلق، ثم تتناول الإفطار وتؤدي الصلوات.
وبرغم طول فترة الصيام إلا أنها تحاول إنجاز متطلبات التخصص، كطالبة دكتوراه ومساعد تدريس في «University College London» وعضو في منظمة آيزك العالمية «الرابطة الدولية للطلاب»، وعضو في جمعية الإمارات للإبداع، وتعمل حالياً على تطوير لقاح «بلازميد» الحمض الوراثي، حيث إنه يعد أكثر أمناً وكفاءة من اللقاحات الفيروسية، ونجحت في صنع «بلازميد» بحجم 27 kb ولكن نظراً لكبر حجمه يتعرض للضرر أثناء محاولة استخلاص الحمض الوراثي منه، ولذلك عملت على ابتكار طريقة لاستخراجه ونجحت في استخلاصه بنسبة نقاوة عالية تصل إلى 98%، في حين أن منظمة الصحة العالمية تشرط نسبة نقاوة 90% لاستخدام اللقاح على البشر. كما تعمل حالياً على تطوير المركب لجعله صالح للنطاق الصناعي، حيث يتطلب هذا صنع مفاعل ثابت بتقنية حديثة جداً لجعله مناسب لاستخلاص «بلازميد» كبير ونقي من دون تعريضه للضرر أثناء استخدامه في المصانع، وقد ضعت المخطط الأولي، وتمت الموافقة عليه من الجهات المعنية وهي في صدد الحصول على براءة اختراع.
طموحات فاطمة الملا تركز على تطوير المجال الطبي والصناعي في الإمارات من خلال إنشاء مركز ومختبر علمي للأبحاث الخاصة بلقاح «بلازميد» الحمض الوراثي، لما له من أبعاد مستقبلية مهمة، لتكون دولة الإمارات في مصاف الدول في مجال صناعة الأدوية والمفاعلات الحيوية.
المصدر: الاتحاد بتاريخ: 12 مايو 2019