إماراتيات يسطرن نجاحات دعمتها مسيرة الاتحاد
إماراتيات اقتحمن مهناً كان المجتمع يعتبرها حكراً على الرجال، فتحدين الصعاب وأثبتن جدارتهن في ميادين متنوعة، ما يسهم في زيادة تمكين المرأةإماراتيات اقتحمن مهناً كان المجتمع يعتبرها حكراً على الرجال، فتحدين الصعاب وأثبتن جدارتهن في ميادين متنوعة، ما يسهم في زيادة تمكين المرأة، التي أصبحت تقود طائرة، وتصلح أعطالها، وتصنع سيارة. وفي إطار احتفالات اليوم الوطني نستعرض قصص إماراتيات أسهمن بنجاح في مسيرة الاتحاد.
مصنع سيارات
منذ الصغر تمكن شغف كبير بعالم المركبات من ماجدة العزعزي، بدأ بحب الدراجات الهوائية ومن ثم السيارات، ولم تكن تتوقع أن يقودها هذا الشغف لتؤسس مصنع سيارات، وما وصلت إليه اليوم ما هو إلا ثمرة جهود كبيرة قامت بها خلال العشرين عاماً الماضية حيث تدرجت في مناصب قيادية مختلفة في قطاعات حكومية، وشبه حكومية، وأيضاً في القطاع الخاص.
وقررت الدكتورة ماجدة العزعزي، المؤسس والمدير التنفيذي لمصنع «ساندستورم» للسيارات، أن تدرس الماجستير في إدارة الأعمال ومن ثم درجة الدكتوراه التطبيقية في «إدارة سلسلة التوريدات والصناعة»، والتي تعد الدراسة الأولى في المنطقة، ومن هناك كانت نقطة التحول الكبير في حياتها. تقول «اخترت دراسة موضوع مميز وصعب لأبحث وأتخصص فيه إيمانا مني بأن العلم هو ما يزيد الشعوب نجاحاً وتقدماً، كما سعيت لان اقدم من خلاله فائدة لمجتمعي».
وتتابع «تزامنا مع دراستي كنت أعمل على تحقيق حلمي بصناعة أول سيارة إماراتية، والذي نتج عن جهود حثيثة كللها العلم والعمل، واحتضنته أرض الإمارات الخصبة والمعطاءة، بالدعم الكبير المقدم للمرأة الإماراتية من قيادتنا الرشيدة إيمانا منها بدورنا المهم في بناء الدولة مجتمعياً واقتصادياً يداً بيداً مع الرجل ما ساعدني على إنجاح مشروعي»، مضيفة أن هذا النجاح سيسهم في تعزيز الاقتصاد الوطني، ويرفع اسم دولة الإمارات إقليمياً وعالمياً كأول دولة مصنعة للسيارات عربياً.
وتقول العزعزي «نجاح القطاعات الإماراتية المختلفة تجاوز حدود التفوق في الأداء والإبداع مقارنة بأكبر الدول المتقدمة، وهذا يدعونا للفخر والامتنان لقيادتنا الرشيدة التي بفضلها نتبوأ اليوم مكانة عالمية متقدمة، ونحتل مركزاً اقتصادياً عالمياً مؤثراً ومحركاً للأسواق».
سفيرة بلادي
خلال مسيرة الاتحاد استطاعت سعاد الشامسي أن تصبح أول مهندسة طائرات إماراتية تخصصت في ورش صيانة الطائرات ومعدات هبوط الطائرة، لتشغل حاليا منصب مستشارة طيران لأحد أكبر مشاريع الطيران في الدولة. وتقول «افتخر بأنني إماراتية، وكل خطوة أخطيها مهما تغيرت المسميات أخطيها وأنا على يقين بأنني سفيرة لدولتي الإمارات، وهذا بحد ذاته مسؤولية كبيرة أتحملها على عاتقي، ودخولي مجال الطيران وتحديداً صيانة الطائرات جاء لكسر الحواجز وتغيير النظرة السائدة وتسليط الضوء على قدرة المرأة الإماراتية على تحمل الضغوطات وخوض مجال مختلف وصعب».
وتضيف «16 عاماً وأنا في المجال ما بين بريطانيا وفرنسا والإمارات، ترقيت من ميكانيكية إلى فنية ثم مهندسة معتمدة واليوم مستشارة قيادية وكل ذلك تحت راية قيادتنا الرشيدة ورؤيتها المتميزة في تمكين المرأة التي نشأت منذ يوم الاتحاد في الثاني من ديسمبر من العام 1971، واليوم أسعى للمساهمة في هذه الرؤية من خلال منصبي كمدير تنفيذي لشركة «آل 2 آل»، من خلال مساعدة الجيل الجديد من الفتيات لاستكمال المسيرة ومساعدتهن على تخطي الحواجز والتمكين في قطاعات مختلفة لتبرز فيها»، معتبرة أن كل عام يعد عام إنجاز جديد لها كإماراتية في مجال الطيران، فهي تسعى لإبراز دور المرأة الإماراتية عالمياً. وتقول «لقد كرُمت كأول عربية في قطاع الطيران بجائزة «التحالف الدولي لتمكين المرأة»، في أستراليا، وجائزة «المرأة للإبداع العربي»، وجائزة«المسؤولية المجتمعية» في بروكسل، فضلاً عن أنها مرشحة لجائزة«المنجزين العرب العالمية لإنجاز صناع التميز».
سيدة أعمال
الدكتورة هدى المطروشي شخص عملي ينجز مهامه بمسؤولية ليصل إلى أفضل النتائج، وهي عضو مجلس سيدات الأعمال بالإمارات وأبوظبي، ومالكة ورئيسة مجلس إدارة مصنع «تراث أجدادنا»، وشريكة في مؤسسات للأغذية والمشروبات، إلى جانب كونها عضواً في مجلس إدارة في أكثر من مؤسسة ذات نفع عام.
وتعددت أدوارها في مختلف الجهات الحكومية، فهي عضو مجلس أمناء مدارس«أدنوك» حتى 2016، وعضو الهيئة التنفيذية لمجلس سيدات الأعمال في أبوظبي، وعضو الهيئة العليا لمجلس سيدات الأعمال في الإمارات 2017، وعضو مجلس إدارة اتحاد الإمارات للمبارزة كأول إماراتية تشغل منصب الأمين العام، أتيحت لها فرصة العمل كأستاذ مشارك بهيئة التدريس في جامعة أبوظبي، كتبت ونشرت كتاباً بعنوان «شكراً خليفة» في العام 2014، تعبيراً عن امتنانها لدعم القيادة الحكيمة، التي تسعى لتمكين المرأة الإماراتية. بالإضافة إلى مبادرتها في دعم شريحة المتقاعدين قامت المطروشي بتأسيس منصة للمتقاعدين (الخبراء) وهدفها التواصل وتسليط الضوء على خبراتهم وجعلها في متناول يد من يريد خبرة في مجال متخصص. وفي العام 2019 أطلقت مبادرة «ساعة مع الدكتورة هدى» حيث تستضيف نخبة من رواد ورائدات الأعمال لإبراز إنجازاتهم في مجالات مختلفة ليستفيد منها الشباب. كما نالت عديداً من الجوائز وشهادات التقدير عبر مسيرتها المهنية.
وتقول المطروشي إنها تفخر بما حققته المرأة الإماراتية من مكاسب وإنجازات نوعية متميزة، والتي سبقت بها العديد من النساء في العالم، فالمرأة في هنا أصبحت شريكا أساسياً في قيادة مسيرة التنمية المستدامة، وتبوأت أرفع المناصب، إضافة إلى حضورها القوي في ساحات العمل النسوي العربي والإقليمي والدولي وتصدرها بمنجزاتها تقارير المنظمات، مشيرة إلى أن سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيس الفخري لمجلس سيدات أعمال الإمارات لم تدخر جهداً في دعم وتمكين المرأة في شتى المجالات والقطاعات، وتمكينها من الاستفادة من مكتسبات التنمية وحرصت على توفير الإمكانات اللازمة لترسيخ مكانة المرأة ودعم دورها المجتمعي والتنموي، ورفع مستوى ومعدل مشاركتها في العمل الاقتصادي والتجاري والاستثماري.
عالم الطيران
إنجازات كثيرة حققتها المهندسة مريم البلوشي، مديرة الدراسات البيئية في الهيئة العامة للطيران المدني، خلال مسيرة الاتحاد. وهي ماضية في مسيرة تفوقها.
واستطاعت البلوشي بفضل دعم القيادة الرشيدة أن تحقق الكثير من الإنجازات التي تفتخر بها حيث تم انتخابها أول رئيس للجنة البيئة في الهيئة العربية للطيران المدني في 2010 التابعة لجامعة الدول العربية، وتمت إعادة تعيينها بالإجماع في الدورة الثانية لرئاسة اللجنة 2012، كما أنها أول من عملت منتدبةً في إدارة البيئة في منظمة الطيران المدني الدولي التابعة للأمم المتحدة ضمن برنامج تدريبي مدته 5 أشهر، فضلاً عن دورها في تمثيل الدولة في اللجنة المعنية بحماية البيئة في الطيران المدني التابعة لمنظمة الطيران المدني الدولي منذ 2013، كما مثلت الدولة في العديد من الاجتماعات المحلية والإقليمية والدولية متحدثةً رسميةً، وهي رئيسة مفاوضي ملف تغير المناخ للدولة لقطاع الطيران المدني منذ 2012، وعضوة في مجلس إدارة منظمة المرأة في الطيران المدني - فرع الشرق الأوسط، منذ تأسيسها في عام 2013 حتى أغسطس 2019، وهي أيضاً عضوة في مجلس إدارة جمعية المرأة في الطيران التي تم تأسيسها في أغسطس 2019.
وعن مسيرة الاتحاد وإنجازاتها، تقول البلوشي «الوطن في قلبي هو الاتحاد الذي يشملنا، وهو الوفاء الذي بنيت عليه تفاصيل الأرض، وهو الرحلة من المؤسسين إلى اليوم، كل الأعوام تشهد على أننا لسنا فقط في الخريطة العالمية بتطورنا الدائم، بل بما نعيشه في المجتمع من قيم ومبادئ وحقوق وقوانين تدعم الإنسانية بكل صورها وتحافظ علينا من كل تخبط نراه حولنا».
مساواة علمية
تمكنت بخيتة المهيري من قيادة طائرة «بوينغ» بعد أن استمدت قوتها من والدتها التي ودعتها في أول رحلة بنفس هادئة حيث سافرت إلى إسبانيا ضمن البرنامج التدريبي لطيران الإمارات لمدة عامين، وخلال تلك الفترة حظيت ومن معها من طلبة باهتمام إدارة طيران الإمارات. إلى ذلك، تقول «فتحت الإمارات ذراعيها لبناتها الراغبات في خوض هذا التحدي من دون تفرقة بين ذكر وأنثى، لإدراكها أن مثل هذا المجال لا يحتمل تمييزاً لاعتماده على السعي الحثيث والكفاءة والمعرفة العلمية التي تؤهل الشخص لتحمّل هذه المسؤولية». وتتابع «تمثيل بلادي مهمة أحملها على عاتقي في كل رحلة، حيث أحمل معي قيم وتعاليم ديني الحنيف، فضلاً عن حرصي على احترام القوانين، وهو من أهم ما يعكس تمثيل المواطن لدولته».
خدمة الشباب
تشغل موزة الحوقاني منصب محللة دعم التطبيق في قسم عمليات الآبار في شركة «أدنوك»، وهي تتصف بالطموح والمثابرة وتعشق التحدي، استطاعت أن تصنع إنجازاً يضاف إلى رصيدها، فقد فازت بـ«جائزة الخدمة المتميزة للشباب من جمعية مهندسي البترول الأوسط» لتكون أول إماراتية تفوز بها، ولقد تم تكريمها وتسليمها الجائزة في الولايات المتحدة.
إلى ذلك، تقول الحوقاني «خلال مسيرة الاتحاد حققت هذا الإنجاز بفخر فالعمل في صناعة النفط والغاز كان مساراً مهنياً أكثر من كونه مساراً مخططاً له، وهو ما يوضح أنه في بعض الأحيان تحتاج أن تثق في أن الحياة ستأخذك إلى حيث تريد أن تكون». وتضيف «بفضل الخبرة التي اكتسبتها ودعم أسرتي وتجارب«أدنوك»، تمكنت من تطوير مهاراتي القيادية في الإرشاد والتوجيه المعرفة للشباب».
وعن عوامل تميزها، تقول «كان والدي مصدر إلهام، فقد شجعني ودعمني وأعطاني الثقة لأؤمن بنفسي، ولا أنسى دور القيادة الحكيمة لأمتنا التي تعد الدافع الأكبر، فقد علمتني أن أحلامي، بغض النظر عن جرأتها يمكن أن تتحقق».
المصدر: الاتحاد بتاريخ: 29 نوفمبر 2019