الموضوع [ 7772]

منيرة عبدالله: أرى ثمار عملي تطير في الجو

مواطنة تشرف على برامج تصنيع أجزاء الطائرات في «ستراتا»







درجت المواطنة منيرة عبدالله في عملها في شركة «ستراتا للتصنيع» (ستراتا) منذ التحاقها بالعمل بالشركة عام 2010، إلى أن تمت ترقيتها لتتولى منصب مشرف وحدة التصنيع في الشركة، وتقوم حالياً بالإشراف على طاقم عمل يتكون من أكثر من 140 شخصاً من ست جنسيات مختلفة داخل الشركة.


منيرة عبدالله:
  • الإمارات استثمرت في تمكين المرأة المواطنة بقطاعات العمل المختلفة.
  • مشرفة «الغرفة النظيفة» تترأس طاقم عمل من 140 شخصاً من 6 جنسيات.


منيرة قالت لـ«الإمارات اليوم» إنها تقوم حالياً بالإشراف على ثلاثة برامج من مجمل برامج الإنتاج الخاصة بتصنيع أجزاء الطائرات في «ستراتا»، مشيرة إلى أنها تمكنت، بالخبرة التي اكتسبتها من خلال عملها خلال السنوات الماضية، من مواجهة التحديات التي تتسم بها طبيعة عملها، خصوصاً أنه يتعين عليها التعامل مع ثقافات مختلفة، وتقديم المساعدة لفريق العمل.


وطالبت منيرة عبدالله المواطنات الإماراتيات بالاضطلاع بأدوارهن في مسيرة التطوير التي يشهدها قطاع الطيران والتصنيع، وغيره من القطاعات الجديدة الأخرى، مؤكدة في هذا الصدد أن دولة الإمارات استثمرت بشكل مكثف في تمكين المرأة المواطنة بقطاعات العمل المختلفة، وتعزيز مكانتها للاضطلاع بدور حيوي في مسيرة التطور في الدولة.


وتفصيلاً، قالت منيرة عبدالله، التي ولدت ونشأت في دبي، إنها التحقت بالعمل في شركة ستراتا في عام 2010 كـ«فني صناعة أجزاء هياكل الطائرات» من المواد المركبة، وذلك بعد حصولها على دورة تدريبية مكثفة مدتها 22 شهراً ضمن الدفعة الأولى لبرنامج «فنيي صناعة هياكل الطائرات»، وهو برنامج تدريبي متخصص في صناعة أجزاء هياكل الطائرات من المواد المركبة، توفره «ستراتا» بالتعاون مع جامعة الإمارات، بهدف تزويد المتدربين بالمهارات اللازمة التي تمكنهم من تحقيق التميز في مجال صناعة أجزاء هياكل الطائرات على المستوى العالمي.


ولفتت عبدالله إلى أن هذا البرنامج أسهم في صقل مهاراتها في مجال تصنيع هياكل الطائرات من المواد المركّبة، مشيرة إلى أن شركة «ستراتا» توفر لموظفيها عدداً من برامج التدريب المكثّفة، سواء داخل الدولة أو خارجها، للمساهمة في تطوير المهارات والقدرات في مجال صناعة هياكل الطائرات.


وأضافت عبدالله أنه تمت ترقيتها في عام 2013 إلى منصب قائد فريق، بعد عملها لمدة أربع سنوات فني صناعة أجزاء هياكل الطائرات، حيث عملت من خلال هذا المنصب على مساعدة فريق العمل، ونقل ما اكتسبته من مهارات ومعرفة في هذا المجال إلى كل أعضاء الفريق.


ولفتت عبدالله إلى انه تم تعيينها أخيراً مشرفة وحدة التصنيع في الشركة، وقد صممت الوحدة التي تعرف باسم «الغرفة النظيفة»، وفقاً لمعايير شركتي «بوينغ» و«إيرباص»، كبرى شركات تصنيع الطائرات، حيث يُنقى الهواء 10 مرات خلال الساعة الواحدة، في حين تتم مراقبة درجة الحرارة ومستوى الرطوبة وجسيمات الغبار، حتى لا تتجاوز حداً معيناً على مدار اليوم، ويتم في الغرفة النظيفة تصنيع أجزاء هياكل الطائرات من خلال وضع طبقات المواد المركبة المستخدمة على قوالب التصنيع.


ونوهت عبدالله إلى أنها تقوم حالياً بالإشراف على ثلاثة برامج من مجمل برامج الإنتاج في «ستراتا»، ومن هذه البرامج برنامج إنتاج جنيحات طائرة «إيرباص إيه 330»، وتقع الجنيحات في الجزء العلوي من الجناح، وعلى أبعد نقطة منه عن جسم الطائرة، وتتحرك الجنيحات صعوداً ونزولاً، وتمكن الطائرات من الالتفاف حول محورها الطولي، وتعد جزءاً أساسياً من أجزاء هيكل الطائرة.


وأكدت منيرة عبدالله أنها اختارت العمل في «ستراتا» لأنها تميل بطبيعتها إلى الاستمتاع بالعمل التقني، ولطالما راودها الحلم بأن تقوم بالمساهمة في تحقيق رؤية الدولة في تنويع اقتصادها، من خلال الرؤية التي تتبناها الإدارة التنفيذية للشركة، الساعية إلى تأسيس مركز عالمي لصناعة أجزاء هياكل الطائرات في أبوظبي، مشيرة إلى أنها فخورة بالعمل في الشركة الوحيدة من نوعها في منطقة الشرق الأوسط المتخصصة في تصنيع أجزاء هياكل الطائرات.


وأشارت عبدالله إلى أنها تجد متعة خاصة في العمل الجماعي بروح الفريق الواحد، وبمساعدة زملائها في إنجاز أعمالهم، وتعزيز قدراتهم وثقتهم بأنفسهم، وتطوير مهاراتهم، وهو ما شكّل حافزاً بالنسبة لها، مشيرة إلى أنها تشعر بالحماس الكبير كونها إماراتية تعمل في «ستراتا»، التي تسهم في تحقيق رؤية إمارة أبوظبي الرامية إلى بناء اقتصاد متنوع مستدام قائم على المعرفة.


واعتبرت المواطنة الإماراتية أن بيئة العمل في مجال صناعة مكونات الطائرات تتسم بأنها متجددة، وهو في حدّ ذاته أمر يحفزها للاستمرار في هذا المجال، مشيرة إلى أنها تجد تشجيعاً من زملائها من خلال ما تلمسه لديهم من حماس وإصرار على التعلّم، ما يجعلها لا تدخر وقتاً تقضيه معهم للاستفادة مما تعلمته.


وقالت «تمكنت بالخبرة التي اكتسبتها من خلال عملي خلال السنوات الماضية من مواجهة التحديات التي تتسم بها طبيعة عملي، خصوصاً أنه يتعين علي التعامل مع ثقافات مختلفة، وتقديم المساعدة لفريق العمل»، مشيرة إلى أن ما يثير إعجابها بهذا المجال هو أنها ترى ثمار ما تقوم به، وهو مكونات هياكل الطائرات التي تصنّعها «ستراتا» مثبتة في طائرة تحلق في الجو، وأن ترى هذه المكونات المتصلة ببعضها بعضاً كجزء من وسيلة مواصلات مهمة تنقل الركاب بين مختلف الوجهات حول العالم.


وحول الأهداف والغايات التي تسعى إلى تحقيقها في مسيرتها المهنية المستقبلية، قالت عبدالله إن العمل في «ستراتا» يساعدها على تطوير وتعزيز قدراتها المهنية، لاسيما أن الشركة تمضي في طريقها لبلوغ مرحلة التحول التالية نحو إنشاء المصنع الرقمي، موضحة أنها تتطلع إلى التعرف إلى الطرق الجديدة لإنجاز المهام في هذا المجال، وصقل قدراتها، خصوصاً أن منصبها في «ستراتا» يلزمها بأن تبادر لاكتساب مهارات جديدة، وإضافة المزيد من المهارات الأخرى، وتوفير الدعم لإدارة الشركة من أجل تنفيذ رؤيتها الرامية لأن تصبح «ستراتا» واحدة من أكبر ثلاث شركات لتصنيع أجزاء هياكل الطائرات من المواد المركّبة على مستوى العالم.


ودعت منيرة عبدالله المواطنات الإماراتيات للاضطلاع بأدوارهن في مسيرة التطوير التي يشهدها قطاع الطيران والتصنيع وغيره من القطاعات الجديدة الأخرى.


وأكدت في هذا الصدد أن دولة الإمارات استثمرت بشكل مكثف في تمكين المرأة المواطنة بقطاعات العمل المختلفة، وتعزيز مكانتها للاضطلاع بدور حيوي في مسيرة التطور في الدولة. ويتجسد هذا الاهتمام بدور المرأة من خلال قطاع الطيران، حيث تشكّل الإماراتيات نسبة 86% من إجمالي الكوادر الوطنية في شركة «ستراتا»، مشيرة إلى أنه يرجع الفضل لجهود المرأة الإماراتية في دعم جهود الشركة لتبوؤ مكانة مرموقة في قطاع صناعة الطيران العالمي، وتعزيز مكانة إمارة أبوظبي مركزاً رئيساً مرموقاً لهذه الصناعة.


المصدر: الإمارات اليوم بتاريخ : 11 مارس 2017