الشيخة روضة بنت محمد بن خالد آل نهيان خاص لـ«زهرة الخليج»: المرأة الإماراتية نالت ثقة المجتمع والقيادة
عملت على إثراء الحقل الثقافي من خلال تأسيس مؤسسة «بحر الثقافة»، وهي واجهة ثقافية إماراتية تهدف إلى المشاركة بشكل فاعل، في نهضة الفكر والثقافة عبر الأدب والفنون.حوار: مريم الصريدي
الصور: من المصدر
في هذا اللقاء تتحدث الشيخة روضة بنت محمد بن خالد آل نهيان، عن رؤيتها الثاقبة ونظرتها العميقة في إثراء الحقل الثقافي، وذلك من خلال تأسيسها مؤسسة «بحر الثقافة»، وهي الواجهة الثقافية الإماراتية التي تهدف إلى المشاركة بشكل فاعل، في نهضة الفكر والثقافة عبر الأدب والفنون، إلى جانب نخبة من المثقفين والأدباء والمفكرين.
تمسّكت بزمام الأدب والفكر والإبداع، وأسهمت في تفعيل البرامج التي من شأنها أن تخدم المشهد الثقافي وتجسّد المكانة الاستثنائية الفريدة لها، تحرص الشيخة روضة بنت محمد بن خالد آل نهيان، رئيس مجلس إدارة مؤسسة «بحر الثقافة»، على المشاركة في البرامج والمشاريع الثقافية، وفْق نهج أدبي فني متكامل، لبناء جسور فكرية ومعرفية من الإمارات إلى العالم الخارجي. «زهرة الخليج « تزامُناً مع احتفالات دولة الإمارات العربية المتحدة بيوم المرأة الإماراتية الثالث على التوالي، التقت الشيخة روضة بنت محمد بن خالد آل نهيان، للحديث عن دور المؤسسة وإنجازات المرأة في المجال الثقافي.
نهضة الفكر والثقافةلا شك في أن مؤسسة «بحر الثقافة» منارة فكرية أدبية، تزخر بالأنشطة والفعاليات الثقافية التي تسمو بأهدافها الرائدة. فما الذي قدمته مؤخراً في «معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2017»؟إنّ مؤسسة «بحر الثقافة» واجهة إماراتية، تهدف إلى المشاركة بشكل فاعل في نهضة الفكر والثقافة عبر الأدب والفنون.. نؤمن بأهمية الإبداع ودوره في رفع الوعي بالقيم الإنسانية النبيلة، مما يعود بالنفع والفائدة على الفرد والمجتمع. وتأتي مشاركتنا في «معرض أبوظبي الدولي للكتاب»، مواصلةً لدورنا في مواكبة الحراك الثقافي والحوار الفكري، الهادف من منبر محلي في تظاهرة عالمية. إن المعرض يشكل احتفالية فريدة، حيث ثقافات العالم المقدمة موجودة عبر الكلمة في فعاليات متنوعة، ما يتيح لنا فرص التواصل والتبادل المعرفي عبر الحوارات واللقاءات الأدبية والفنية، فنجتمع مع كوكبة من المثقفين والأدباء والكتّاب الفاعلين في المشهد الثقافي المحلي والإقليمي والعالمي. لذا، نكون حريصين على أن يزخر برنامج المؤسسة أيام المعرض، بفعاليات تحتوي على مواضيع تتيح للعضوات وضيوفنا الكرام، الإلمام بعدد من المواضيع المهمة في شتّى المجالات التي تهمّنا، خاصة أننا في عصر المعرفة والتواصل. | ![]() |
ما أهم البرامج التي أطلقتها مؤسسة «بحر الثقافة» في «معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2017»؟
نحرص سنوياً أن يعرض على منصة مؤسسة «بحر الثقافة» أثناء أيام «معرض أبوظبي الدولي للكتاب»، فعاليات وبرامج تتناول الشأن الفكري والثقافي والوطني والأدبي بتنوعه والفنون، عبر قوالب ومواضيع تهمّنا محلياً وإقليمياً وعالمياً. فنجد فقرات تقدم مواضيع من بيئتنا المحلية، عبر أوراق وحوارات أدبية وتربوية تهم المرأة والمجتمع، ومواضيع تتناول شأن المبدع المحلي، وحوارات تتعلق بالإعلام والثقافة المحلية. تحتفي المؤسسة في كل دورة بإنجازات وتفوّق مبدعينا المحليّين، فنُكرمهم على تميّزهم وحرصهم على تقديم الأفضل. كما في كل دورة للمعرض، نستهل برنامج أنشطتنا بفقرة نستعرض فيها إنجازات مشاريع رائدة نهضة المرأة الإماراتية وراعية مسيرتها (أم الإمارت)، في دورة هذا العام، والذي خُصّص ليكون عام الخير، وكانت أولى المحاضرات لمعالي الدكتورة ميثاء الشامسي، قدمت خلالها لمحات عن رؤية وقيادة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «رئيسة الاتحاد النسائي العام»، الرئيس الأعلى لـ«مؤسسة التنمية الأسرية»، رئيسة الـ«مجلس الأعلى للأمومة والطفولة» (أم الإمارات). وهذا تقليد سنوي تنتهجه المؤسسة.. فـ(أم الإمارات) ملهمة لكل سيدة وفتاة إمارتية.. فهي قدوتنا في كل ما نقدم للمجتمع وللمرأة. كذلك هناك تقليد سنوي للمؤسسة، وهو استضافة الروائيين مُرشّحي القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية. حيث تلتقي العضوات اللواتي قرأن وناقشن سلفاً، مجموعة أعمال الروائيين الستة، ما يسهم في إثراء فقرة اللقاء بهم ومناقشة أعمالهم والتحدث إليهم عن قرب، والاطّلاع على أهدافهم وتجاربهم ومشاريعهم المستقبلية. من أهم فقرات هذا العام، تلك الفرصة التي سانحت وجمعتنا بضيفتنا صاحبة السمو الملكي الأميرة بسمة بنت سعود بن عبد العزيز، التي حدثتنا عبر منصة المؤسسة عن مسار القانون الرابع.. لبناء الجسور وعلاقات السلام وليس الحروب.
كيف كانت مشاركة المرأة وسط هذا الزّخَم الثقافي؟
إن المرأة الإماراتية دائماً فاعلة في المحافل الثقافية، حيث شهدنا خلال السنوات الماضية وحتى الآن حراكاً ثقافياً على الصعُد كافة، سواءً أكان في الشعر أم الرواية أم القصة أم المسرح والفنون، وكان للمرأة النصيب الأكبر، وخير مثال مؤسسة «بحر الثقافة»، فهي تضم نخبة من الكاتبات، منهم الأديبة والشاعرة والناقدة والصحافية، وكذلك المثقفات والناجحات في شتّى المجالات. وهذا العام زخرت محاضرات المؤسسة بمواضيع تتعلق بشأن المرأة عموماً، وعلى وجه الخصوص كان التركيز على العناصر الشابة، فقدمت أوراق وحوارات لدعم روح وريادة الأعمال للشباب، اخترنا نموذجاً ومثالاً يُحتذَى للمرأة الإماراتية، فكانت هناك محاضرة «دعم روح ريادة الأعمال للشباب» لنجلاء المدفع.. كما شاركت السيدة إيزابيل بالهول في إلقاء الضوء على تجربتها الرّياديّة مع الكتَاب والكتّاب والمثقفين، وأيضاً على أهم الكتب التي أثرت في مسيرة حياتها. ومن ضمن عضوات المؤسسة الفاعلات اللواتي نعتز بهن، قدمت الدكتورة نوال الحوسني محاضرة عن «المرأة والاستدامة»، فألقت الضوء على المبادرة الإماراتية العالمية WiSER.
ما أهمية إحياء الأنشطة والفعاليات، التي من شأنها تعزز الحقل الثقافي المعرفي في المجتمع؟هذا الأمر مهم جداً، خاصةً أننا في زمن انتشرت فيه وسائل التواصل والاتصال الحديث، وبدأت تؤثر في المجتمعات، وتشجع على ظاهرة الانعزال، والبُعد عن المحيط بشكل مباشر وغير مباشر. إن مثل هذه المؤسسات ببرامجها الدورية تُعيد إلى الكتاب وهَجْهُ، كما إنها تسهم في التفاعل الاجتماعي بالتشجيع على الإقبال على الكتاب والقراءة، بهذا نحن نعيد إحياء ثقافة المطالعة والقراءة وإثراء المحيط، عبر الحوارات الهادفة والتفاعل مع كل ما هو جديد في المشهد الثقافي الإماراتي والعالمي. كل هذه المعطيات وغيرها دعتنا إلي أن نتخذ خطوة عملية، بتقديم إسهامة لمحيطنا ومجتمعنا والمرأة في الوطن. لذلك، جاءت هديّتنا للوطن هذه المؤسسة التي تُعنَى بالقراءة والشأن الثقافي، كي تجتمع النساء على شئ ذى فائدة لهن ولأسرهن وللمجتمع، ومسيرة حضارة دولة الإمارات العربية المتحدة.
تعزيز قيَم التسامُح والمحبةتحتضن مؤسسة «بحر الثقافة» الأديبات والعضوات من مختلف الجنسيات، فهي مرآة تعكس التنوع الثقافي والتواصل الحضاري بين الدول. فماذا أضاف إليكم هذا الأمر؟تضم مؤسسة «بحر الثقافة» عضوات من مختلف الدول العربية والأجنبية والعالم ككل، فهي لا تقتصر على جنسية أو دين أو لغة. نحن في المؤسسة أخوات نسكن في بيت واحد، نتشارك ثقافة واحدة، وهي ثقافة منفتحة على الآخر وتشجع الحوار بين الشعوب والثقافات.. نحن نتبنّى قيَم التسامح والمحبة ونقبَل الآخر. كل عضوة أو كل ضيف استضفناه استفدنا منه واستفاد منا، لأننا اكتشفنا ثقافته ومعارفه، وهذه مفاتيح للتفاهم بين الشعوب لنشر ثقافة الأمن والسلام. كما إن دولة الإمارات العربية المتحدة، هيّأت برؤيتها المتحضرة بيئة صحية وواعية تستوعب التنوع الثقافي، وتجعل منه مصدر لأسباب القوة والتواصل الهادف والبنّاء. عليه، عبر المؤسسة ومن هذا المنطلق، اعتبرنا من دورنا تقديم المبدع الإماراتي سفيراً لثقافتنا، وهيّأنا بحرص ووعي الأجواء التي تتيح التناول للمنتج الإبداعي المحلي وتناوله بموضوعية، عبر حوارات تعكس ثقافتنا وعادتنا وتقاليدنا بصورتها الحقيقية للآخر. فنجد عندما يتم مناقشة عمل أدبي لكاتب أو أديب مواطن، نلمس مدى الاهتمام والانبهار والاحترام من الآخر لنا ولثقافتنا ورؤيتنا الثقافية. | ![]() |
أصبح لمؤسسة «بحر الثقافة» مقرّاً رئيسيّاً، بانضمام فئة الرجال بعد أن كان مخصص للنساء فقط، فهل سيكون هناك استراتيجية جديدة سيتم الإعلان عنها في الفترة المقبلة؟
إن الإبداع والثقافة واقع وهدف إنساني لا يفرق بين رجل وإمرأة، ونحن نؤمن بأن الرجل دائماً شريك في الحراك الثقافي وبرامجنا كما هي للنساء كذلك للرجال، نحن نستقطب محاضرين وأدباء وكتّاب رجال، فكيف لا يكون الرجل حاضراً مثقفاً وأديباً. تفتخر المؤسسة بأن هناك شريحة من المثقفين والأدباء من الجنسين شركاء للمؤسسة، يسهمون في إنجاح برامج المؤسسة والتخطيط والتنسيق، لتفعيلها في المشهد الثقافي بأكمل وجه ممكن.
كيف تجدين المشهد الثقافي الإماراتي في الوقت الراهن والتغييرات التي طرأت عليه؟
مع ثورة المعلومات والإعلام وتطبيقات التواصل الحديثة، نجد أن هناك تغييراً واضحاً في المشهد الثقافي العالمي والعربي، والمحلي على وجه الخصوص، وعلى الخارطة المحلية أسهمت المنابر الثقافية الورقية والإعلامية في التواصل مع مبدعي العالم في شتّى الحقول، ما أسهم في جلب خبرات جديدة وكمّ معرفي وعلمي، نتج عنه تنشيط بين المثقفين والكتّاب الإماراتيين، ليُظهروا الإبداع المحلي في الصروح الثقافية المحلية والعالمية. أي إن المبدع الإمارتي يستفيد من الخبرات العالمية محتفياً بالثقافة المحلية، مقدماً لمنتج إبداعي يميّزه. في العقود الأخيرة نجد عدداً جيداً من المراكز والمؤسسات الثقافية والأندية والصالونات الأدبية قد أنشئت في الإمارات، وتزامَن ذلك مع متابعة صحافية وإعلامية حثيثة. نجد ازدياد عدد الصفحات الثقافية والفنية وظهور مجلات ثقافية متخصصة. إضافة إلى ذلك، نجد القنوات الفضائية المحلية مواكبة في تغطية الأنشطة ومواكبة للفعاليات الثقافية الأدبية والفنية، ناقلة للفعاليات ومخصصة برامج للثقافة والأدب والحوارت الثقافية والفنية الهادفة. تزامناً مع التزايد الكمّي والكيْفي الذي يُقدّم على المشهد الثقافي في الإمارات، نجد هناك قنوات فضائية متخصصة تعمل على تغطية الفعاليات وإجراء اللقاءات والحوارات، بهدف الاحتفاء والتوثيق للفعاليات المحلية في الدولة.
نشأت وسط بيئة عائلية أوْلَت للثقافة مكانة وأهمية كبيرة.. فكيف أثر ذلك فيك؟
نشأتُ في بيئة ثقافية خصبة وترعرتُ فيها، وكان لها دوراً كبيراً في التأثير في ذاتي، فمنذ صغري وأنا أسمع أبيات المتنبّي وأقلب صفحات دواوينه، والكثير من الشعراء العرب والمحليين، وعهدت منذ الصغر وجود عدد جيد من المثقفات، اللواتي كنّ يجدن في مجلسنا مكان لنثر علومهم وخبراتهن، ما ساعد على توجّهي إلى الاهتمام بالأدب والثقافة، وقد سبقتني أختي الدكتورة شما في مدينة العين، وتلقائياً قمنا بتوزيع المهام بيننا، وكذلك تخصيص كل فرد من العائلة لهدف ثقافي وأدبي يرعاه، في سبيل نشر المعرفة بنواحيها كافة. إن رفع ودعم الوعي بأهمية الثقافة والأدب في مجتمعنا، نجده مواصلة لجزء من الإرث العائلي الذي توارثناه، مثابرين وساعين دوماً إلى ترسيخ دعائم المجالس والمحافل الأدبية، وتقديم الكتاب والمعرفة لكل من يبحث عنها في أجواء أدبية وثقافية، تجمَع حولها كل مُحبّ للمعرفة والاطلاع.
![]() |
كيف أسهم «عام القراءة» في تحقيق نتاجات أدبية ثقافية، من خلال المبادرات التي أطلقت تحت شعار «الإمارات تقرأ.. الإمارات تَرْقَى»؟من توجيهات حكومتنا لتخصيص كل عام لنشاط أو خدمة بعينها، الهدف منه رفع الوعي بأهمّيتها، وأنها يجب أن تكون وبشكل تلقائي موجودة دوماً ضمن ممارسات الفرد، ويحث عليها المجتمع ويرغب فيها. فالقراءة أمر يومي يُمارَس بشكل متصل، ولكن بتخصيص عاماً للقراءة كان له دور فاعل، حيث خصصت مشاريع مواكبة أسهمت بشكل ملموس في الفرد والمجتمع. لقد مر علينا خلال هذا العام الكثير من النتاجات والمبادرات الثقافية والندوات والمحاضرات الحاثّة على القراءة وتشجيع اقتناء الكتاب، لاحظنا أن هذه المبادرة كانت حافزاً ومشجعاً لمن امتلك موهبة الكتابة، كي يخرج ما يخفي في مخيّلته وينشرها علناً، ووجدنا أنفسنا نقرأ لكتّاب جُدد، بعضهم من طلاب المدارس والجامعات، وهذا دليل على أن عام القراءة أسهم في هذا الحراك الثقافية، ورَفد المجتمع بمواهب جديدة على مر السنوات، ستكرّسهم كتّاباً وأدباء عالميين إن شاء الله. إجمالاً، حققت مبادرة «عام القراءة» نجاحاً نحو التوجه إلى الكتاب، وأعاد إليه أهمّيته في كل منزل ومؤسسة.
المبادارات المجتمعيةفي رأيك، ما الوسائل التي تسهم في تعزيز ثقافة القراءة وتفعيل دور الأفراد في المجالات التي تعيها كافة ؟القراءة تعزز من المنزل أولاً، والمدرسة ثانياً، والمجتمع بمبادراته المختلفة ثالثاً، مع تفعيل أدوات العصر الصحافية والإعلامية نحوها. ولكن، إن جاءت من أعلى سلطة كما هي مبادرة «عام القراءة» في الإمارات، فهذا يعطيها أهمية ومصداقية ودافعاً على نجاحها، ليس فقط من خلال الحث عليها، بل بمتابعة خطوات مشاريعها وتسليط الضوء على ما تحققه من نجاحات، بقياس أثرها وجدواها وتوجيه صُروح وأدوات ومنابر الثقافة والأدب، للاحتفاء بها ومناقشة نتائجها. |
ما الداعم الأساسي الذي أسهم في ظهور المرأة الإماراتية ووصولها إلى مراحل مشرّفة، وتحقيق نجاحات واسعة في المجالات كافة؟
أول داعم للمرأة محلياً هي سياسة دولة الإمارات، الواعية بقيمة الفرد في المجتمع، حيث خصّت الدولة المرأة الإماراتية بكل ما يحقق لها النجاح والنّماء، وهذا بفضل جهود مؤسّس الدولة، المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (طيّب الله ثراه)، الذي شجّع على تعليم وعمل المرأة في المجالات كافة، وكذلك الدور الفاعل لـ(أم الإمارات»، التي فتحت أبواب التعليم والعمل للمرأة، كانت ولا تزال مشجعة لابنة الإمارات تأخذ بيدها إلى الرّيادة دائماً. وها هي القيادة الرشيدة تسير على هذا النهج.. فخلال سنوات قليلة وصلت المرأة إلى الوزارة وإلى الـ«مجلس الاستشاري الوطني». وعن ثقة وجدارة، تقلدت المرأة الإماراتية مناصب ريادية وقيادية في التشكيلات الوزارية، ومنهن وزيرات من أجيال فتية، فقيادتنا الرشيدة أخذت بيد الطاقات الشابّة، لحكمة ترى أن هذا الجيل قادر ولديه طاقة للبذل والعطاء والابتكار، لتوفر فرص سنح بها العصر الراهن عبر التلقي والتعلم وصقل الخبرات، ما أنتج كوادر تنافسية مؤهلة للأخذ بزمام أمور الحياة، بدعم ومتابعة الأجيال السابقة.
تمكين المرأة الإماراتية لتتولى مناصب قيادية وتصبح عضواً في البرلمان.. ماذا أضاف إلى المجتمع بشكل عام ؟
هذه الخطوة من القيادة الرشيدة، أتاحت فرصاً جيدة لدعم الأسرة للفتاة والمرأة في التعلم والعمل، ومن دون شك هذا حقق قفزة نوعية في مسار التحضر الإنساني يُحسب للدولة.. فالناظر إلى المشهد الإقليمي لواقع المرأة، سيرى وبكل وضوح هذا التميّز في دولة الإمارات لواقع المرأة، والذي وفّر الفرص المتكافئة للجنسين، ووضع الطاقات لدعم مسارها لتحقيق النجاحات التي تُحسب لها ولمجتمعها وللمنطقة بأسرها.
ما كلمتكِ بمناسبة «يوم المرأة الإماراتية» الذي يصادف 28 أغسطس الجاري؟
من أراد النجاح عليه الأخذ بالأسباب.. كما نعلم، التخطيط والمتابعة في التنفيذ يقللان فرص الفشل ويصححان المسار متى لزم. لذا، نحن في العقد الثاني من الألفية الثالثة، توافرت لنا أدوات ومعطيات جديدة أثّرت في تفكير ومسار الفرد، وبالتالي نلمس تغييرات جديدة طرأت على مجتمعاتنا.. فالإنسان ميّزه الله سبحانه وتعالى، بالعقل والتفكير، واتخاذ القرارات والقابلية للتعلم والتطور. وفتح الأبواب للطاقات البنّاءة سيُثمر بمشيئة الله، لخير مسيرة البشرية.. فالمرأة والرجل علاقتهما تكامُليّة في مسار الحياة، نجاحهما يُحسب لكليهما ولمجتمعهما. ومن الحصافة أن ندرك، أن المرأة الناجحة في حياتها العلمية والعملية والأسرية، تعكس نجاح الأسرة والمجتمع، فليتنا نتيح الفرص ونقدم الدعم لخيرها وخير خطى الإنسان على الأرض.وهناك واجب مجتمعي وواجب يقع على عاتق القطاع العام، لنشر ثقافة عدم التمييز بين الجنسين وتهيئة الفرص، ودعم التميُّز والنجاح والتشجيع على توفير أسبابه، وكما هي سنّة الطبيعة، سيخلق هذا جواً من التنافسية التي ستشرق شموسها على جميع الصعُد، سواءً المحلية أم العالمية.
26/8/2017 زهرة الخليج 26- 27- 28- 29