خليجيات مارسن رياضات خطرة وغير مسبوقة
وحدها الموهبة تصنع الفرق وتُزيل الحواجز. مُعادَلة حققتها فتيات خليجيات اقتحمن مجال الرياضة، ليس هذا فحسب، بل غامرن في ممارسة رياضات غريبة وخطرة وغير مألوفة في مجتمعاتهن. هي إذاً قصص تَحدٍّ جميلة، رسمت فصولها فتيات كسرن حاجز الخوف والأرقام القياسية، وتمسّكن بشغفهنّ فأبدعن.تحقيق: مهدية مقري

الإماراتية الطائرة وبطلة الـ«كارتينج»
حينما حزمت الفتاة الإماراتية آمنة القبيسي، الملقبة بـ«أميرة السرعة»، حقائبها متوجّهة إلى فرنسا للمشاركة مع ثلاثة من زملائها في بطولة فرنسا للـ«كارتينج»، كان ذلك تتويجاً لمسار من التحدي والإرادة، أوصلها إلى منافسة نخبة من أبطال العالم، على صعيد هذه السلسلة من سباقات السيارات. وها هي تعود مؤخراً من إيطاليا، حيث شاركت ضمن فريق «بريما باور تيم» في بطولة إيطاليا لـ«الفورمولا - 4»، مُثبتة مرة أخرى تحكمها في مهارات التجاوز والتحدي، ومكتسبةً المزيد من المهارات.
آمنة التي تجاوزت السابعة عشرة من عمرها بقليل، أفلحت في ولوج مجال لا يوجد فيه الكثير من النساء، كسباقات السرعة المحفوفة بالمخاطر، والتي تحتاج إلى قوة بدنية عالية وشجاعة لا نظير لها، وهو ما توافر لدى آمنة، التي بدأت في ممارسة رياضتها المفضلة وهي لا تزال طفلة، لتتمرّس فيها مع توالي السنوات والسباقات.
وجاءت الخطوة التي تقول عنها آمنة، إنها شكلت حافزاً مهمّاً في مسارها، وهي حصولها على دعم ورعاية لجنة المرأة في الاتحاد الدولي للسيارات، كأول فتاة إماراتية تحظى بهذا الدعم، وهو ما حفزها على مواصلة العمل على تطوير مهارات القيادة، والارتقاء تدريجياً بفئات سباقات سيارات ذات المقعد الأحادي، بغرض تحقيق حلم دخول عالم سباقات «الفورمولا - 1» الأشهر والأصعب عالمياً، والفوز بها.
أما سر تفوّقها في هذه الرياضة الغريبة، فهو الإنصات الجيد للمدّربين والخبراء في أكاديمية ضمان، بحسب قولها، فعلى مدار المواسم كان هذا تحديداً وراء نجاحها في الارتقاء سريعاً في سباقات الـ«كارتينج»، لتتمكن على مدار الجولات المتبقّية من اعتلاء منصات التتويج، ومن لفت انتباه خبراء الاتحاد الدولي للسيارات.
السعودية «حورية البحار»الغوّاصة ومدرّبة الغوص السعودية سوسن القحطاني، كسرت الأحكام المسبقة، لتكون الأولى بين بنات المملكة التي تحمل شهادة «مدرّب دولي». وتتحدث سوسن بكل فخر عن تجربتها الرياضية في الغوص قائله: «أُعتبر أول سعودية دخلت مجال الغوص التقني سنة 2009، وكذلك لديّ شهادة مدربة إسعافات أولية، ولن أنسى فضل أستاذي صافي أزهري، فهو قدوتي ومدربي في هذا المجال». تحثّ سوسن الفتيات السعوديات على التوجه إلى رياضة الغوص، وتحلم بأن تؤسس أكاديمية لتعليم الغوص للنساء مع تعليم السباحة، وأمنيتها أن تكون المرأة السعودية رائدة دوماً في التطور والمساواة مع الرجل في كل الأنشطة الرياضية. تُلقّب سوسن القحطاني بـ«حورية البحار»، اللقب الذي يُسعد قلبها، فقد حصلت عليه بعد مرور أكثر من ثمانية أعوام تجوّل في أعماق البحار، إذ دفعها شغفها في الأعماق إلى التمرّس في مهنة كانت ذكورية، وتطوير نفسها في مجال الغوص التقني والحصول على رتبة «كبيرة مدربين»، مُعتمَدة من منظمة (بادي الدولية)، والتفرّد بكونها أول سعودية تغوص لعُمق 50 قدماً تحت سطح البحر. | ![]() |
![]() |
بحرينية راوغت المعوقاتحتى عندما يعتقد الآخرون أن التغيير صعب للغاية، تتمسك هي بطموح الوصول إلى أكثر من مجرّد التغيير. هي الشيخة حصة بنت خالد آل خليفة، التي بفضل إصرارها وموهبتها وقلبها الشجاع، احتلت كرة القدم النسائية في بلدها البحرين مساحة على الخارطة الكروية المحلية، على الرغم من الصعوبات المعروفة، ومنها قلة الملاعب، وقلة الفتيات الباحثات عن طموح النجاح في المستطيل الأخضر، لكن في مُخيّلة الشيخة حصة، كل شيء يستحق المجازفة. ودرست حصة بنت خالد في مدرسة خاصة تُمارس فيها كرة القدم كأي رياضة أخرى، ربما كانت هي الحافز القوي لميلاد الطموح داخلها، لكن المحرك الأول لرغبتها في النجاح متصل بجو أسري مختلف، فالوالدان زرعا فكرة النجاح داخل ولديهما، حيث تمكنت حصة بنت خالد من مراوغة المعوقات التي كان يُنظر إليها على أنها قاهرة لإعداد فريق كروي نسائي يمارس اللعبة في مملكة البحرين. |
14/7/2018 زهرة الخليج 92 - 93