الموضوع [ 5650]

الدكتورة ميثاء الهاملي: واجهت الصعوبة بالكشف عن إسمي

شاعرة وكاتبة ومستشارة ثقافية للتراث المعنوي، حاصلة على الدكتوراه في الوعي السياسي، جدّها هو زعل بن سيف الفلاحي، مدرستها الأولى، ووالدها دافعها الحقيقي إلى الإبداع. مشت بخطى ثابتة حتى اقتنعت بنجاحها، فتخلّت عن «شيمة» وظهرت باسمها الحقيقي ميثاء سيف الهاملي.



حوار: فاطمة الصايغ /تصوير: محمود العايدي


كيف ترى ميثاء الهاملي نفسها اليوم؟

  حققت ما يُعادل 60% من أحلامي، بعد رحلة طويلة، من أهمها أسرتي التي هي نعمة من نِعَم الله عليّ، ودرجتي العلمية، ومحبّة الناس التي تُتوّج هذه الأحلام.

 لديك حضور فاعل في مواقع التواصل الاجتماعي، ما رأيك في حضور بنات الإمارات بهذا المجال؟ وهل أصبح سلبياً أم إيجابياً على القضايا التي تُلامس شؤون المرأة؟

 بنات الإمارات لهنّ حضورٌ في مواقع التواصل الاجتماعي، لكن عليه بعض الملاحظات، ففئة قليلة فقط هي التي تكتب باسمها الصريح وفي مواضيع هادفة، بعض الأسماء المستعارة الموجودة في هذه المواقع تتصيّد أخطاء البعض، خصوصاً الأسماء المعروفة، والبعض الآخر يحاول التسلق على شهرة هذه الأسماء، إضافة إلى بعض التنمّرات، وعلى الرغم من هذه السلبيات البسيطة، ما زلتُ أتمنّى من بنت الإمارات أن تكون أكثر ثقة بأن تكتب باسمها الحقيقي، لتناقش أي شخصية معروفة. فالمعلوم لا يناقش المجهول.

أعتقد أن هذا الحضور في مواقع التواصل الاجتماعي، جعل الظواهر الاجتماعية مكشوفة بشكل أكبر، فيتم من خلالها مناقشة ومعالجة القضايا التي تُلامس شؤون المرأة بشكل أكبر، وتتلخص إيجابية هذه المواقع في جعلنا أكثر قُرباً من بعضنا البعض فكريّاً.. فأسقطت الكثير من الأقنعة، وفي المقابل زاد تقديرنا لشخصيات عديدة، واكتسَبْنا معرفة أشخاص عديدين من خلال هذه المنصة الاجتماعية. أما الجزء السلبي لهذه المواقع، فتتمثّل في إفساح المجال أمام بعض الأشخاص في أن يتطاولوا ويُسيئووا إلى أسماء عديدة، خاصة بعض ظهور قانون الجرائم الإلكترونية، الذي جعل البعض يستغل الفرص لاستفزاز الآخرين، ومن ثم رفع قضايا عليهم لاكتساب الأموال


حفظ التراث

 اليوم، من منبرك كمستشارة للتراث المعنوي في «هيئة أبوظبي للسياحة». هل تعتقدين أننا في حاجة إلى تدريس مادة للحفاظ على التراث المعنوي في المناهج الدراسية؟

 واجبنا تجاه التراث المادي أن نحافظ عليه ونصونه ونرممّه، أما التراث المعنوي الذي نحفظه


وعلّمنا إيّاه أجدادنا الذين رحل أغلبهم عنّا. يحتاج الآن إلى أن يُعلّم ويُدرس.. فالجيل الحالي وعيالنا لا يعرفون معنى كلمة «خروفة»، ولا كلمة «سدو»، وهناك أشياء كثيرة لا تُعد ولا تُحصى، كالأمثال والأشعار التي وثّقتها جهات عديدة، لكنها لم تتوثّق في قلوب وعقول الجيل الجديد.. فلدينا عادات وتقاليد «سنع»، وبروتوكول من أقدم البروتوكولات، حيث يُعتبر البروتوكول الإماراتي أعرَق مِن البروتوكولات الأوروبية، وللأسف يغفل عنه أبناؤنا حالياً.

كَوْنك شاعرة في زمن التواصل الاجتماعي. هل ترين أنه بات الجمهور يهتم بحضور الأمسيات الشعرية، ويحرص الشعراء بدورهم على إقامتها؟

 نحن الآن أفضل عن قبل، لقد مررنا بفترة من عدم الاهتمام بالأمسيات أو «الأصبوحات» الشعرية. ولكن لم يتأثر جمهوري بها، وقد ارتبط الكثير من الشعراء بالـ«تويتر».. فتولدت ظاهرة قصيدة البَيْتين والأربعة أبيات، وأصبحنا نركز الفكرة في هذه الأبيات.

 

 وكيف تأثرت بشعر جدّك زعل بن سيف الفلاحي؟

جدي زعل مدرسة، فهو شاعرٌ، وقارئ، وقاصٌّ، وحافظٌ للكثير من قصص الشعر والروايات والملحْمَات التاريخية، عشت معه فترة قصيرة، وكان مدرستي الأولى حتى في حفظ القرآن، لقد زرع عندي التحدي وحُب المركز الأول دائماً، لطالما كان مُحبّاً حنوناً، لا يُفارق ذهني قراءته دائماً سورة «ياسين» في الصباح الباكر بعد أن يُعدّ قهوته، وتأكده قبل نومي أنني لا ألبس أي سلسلة على رقبتي أو أزرار في ثياب نومي حتى لا أختنق، حرصه على هذه التفاصيل لا يُنسى.

المشهد الثقافي
ما رأيك في المشهد الثقافي اليوم في الإمارات؟

 المشهد الثقافي تعافَى عمّا كان عليه قبل 10 سنوات، لكنه لم يمنح فرصة كافية للأسماء الجديدة.

 بين «شيمة» اسمك المستعار، وميثاء الهاملي الاسم الحقيقي. ما سرّ قرارك الظهور باسمك الحقيقي؟

 ظهرت ميثاء الهاملي بعد إصدار ديوان «شيمة»، كنت قد وصلت إلى مرحلة أدركت فيها أنني أستحق أن أكون فخورة بجهدي، واقتنعت بأنني في مرحلة أستحق فيها أن أعلن عن اسمي، وأن آخُذ مكاني الصحيح بعد أن وصلت إلى النضوج الشعري واطمأنَنْتُ على نفسي.

  ما الدور الذي لعبه والداك في تنمية مواهبك، ووصولك إلى ما أنت عليه الآن؟

 والدي كان الداعم الأول بعد جدّي، رحمهما الله، وكان سابقٌ عصره. وعندما عرف أني أكتب الشعر كان هذا بمثابة وقعٌ جميلٌ عليه، حيث كان يأخذ كل قصاصة أكتبها ليشاهدها أصدقاؤه وزملاؤه في العمل. ويقول لهم «بنت سيف ما شاء الله شاعرة». أما أمي، فكان دورها الأكبر بعد رحيل والدي، يتمثل في تشجيعي على الاستمرار في  تحصيل العلم، كانت ولا تزال شخصية استثنائية.


البيت الكبير
 بين ليوا مسقط رأسك، والعاصمة أبوظبي، كيف تأثرت بهذه النقله؟

- ليوا مجتمع صغير، قَبَلي بَدَوي بحت، تصعب فيه أي خطوة جديدة، الخطوة الأولى التي اتخذناها أنا وثلاثة من زميلاتي، تتمثل في أننا كنّا أول مدرّسات في مدارس البنات، كان وقْعُها صعب علينا ولكننا استمررنا.. كانت أبوظبي مدينة فيها خليط كبير من الناس المنفتحة. فالفرق بين المدينتين كالانتقال من بيت الأسرة إلى بيتك الخاص، هنا أنت لا تزال تراعي «سنع» وعادات البيت الكبير، ولكن بشيء من التمدّن.

من تُلهمك من النساء؟

 والدتي أكبر مُلهمة لي.

 ما الصعوبات والتحديات التي واجهتك وغيّرت مجرَى حياتك؟

 الإعلان عن اسمي والظهور الإعلامي كانا تحدّياً صعباً بالنسبة إليّ، فالأعراف والعادات كفتاة من الظفرة، من مجتمع مُحافظ جداً، تظهر فجأة لتكون في الإعلام وتُعلن عن اسمها، هذه في حد ذاتها خطوة كبيرة جداً وفيها الكثير من الصعوبات.

 ما الإنجاز الذي حققته وتفخرين به اليوم؟

عائلتي وبيتي.

 كامرأة إماراتية، ما الشيء الذي حرصت على غرْسه في أبنائك؟

 حرصت على ألّا يتخلّون عن هويتهم أبداً، وألّا يتلوّنون بألوان مهما كانت جاذبة.. فاحترام الناس ومَحبّتهم المكسب الحقيقي.

 هل لا يزال لديك أحلام تسعين إلى تحقيقها؟

 نعم. أحلم بأن أكون شخصية مستقلة بعملي الخاص، وأن أحقق به نجاحاً كما حققت في عملي الحكومي.



1/9/2018  زهرة الخليج 108 - 109 - 110