الموضوع [ 5417]

فاطمة الهاملي: حبي للإبل أبعدني عن الحياة المترفة

استطاعت الإماراتية فاطمة الهاملي أن تُنشئ مزرعة خاصة بها تعتني فيها وتهتم بالإبل، وذلك بعد سنوات من الصبر والتعلم الذاتي. وفاطمة لفتت الأنظار إليها كونها أول امرأة تتمكن من مُزاحمة الرجال في منافسات ومُزاينات الإبل.



حوار: نور المحمدي/ تصوير: مصطفى رضا


فاطمة الهاملي روت لـ«زهرة الخليج» بدايتها مع عالم الإبل، وسبب حبّها الشديد لها، وتكشف سر نجاحها في هذا المجال وامتلاكها أكثر من 50 رأساً منها. ونسألها.

 

 حدّثينا عن طفولتك وسبب انجذابك لعالم الإبل؟

 كنا نعيش نحن البدو قديماً في خيمة تُسمّى «العريش»، مصنوعة من سعف النخيل في صحراء ليوا بأبوظبي، ونظراً إلى قلة الموارد وندرة الماء، كنّا نُعاني قسوة الحياة، وحليب الإبل والتمر غذاؤنا الأساسي، وإلى الآن يُعتبر حليب الإبل إكسير الحياة بالنسبة إليّ، ولا يمكن أن أنام ليلاً قبل أن أشرب الحليب الطازج الذي أقوم بحلبه من الإبل بنفسي يومياً، لأنني على يقين بأن حليب الإبل له قدرة خاصة على شفاء أمراض كثيرة بإذن الله.


 يتضح من كلامك تعلّقك الشديد بالإبل. ما السر في ذلك؟

 اخترت أن أعيش في الصحراء بعيداً عن ترف الحياة ومُغرياتها حُبّاً في الإبل، كوني أعرف قيمتها وأقدّرها، فهي من رموز التراث الإماراتي الأصيل، والتمسّك بها ضرورة للحفاظ على الهوية الوطنية.


 كيف تعلمت أسرار تربيتها؟

 تعلمت ذلك من والدي، رحمه الله، في طفولتي، ثم تابعت الأمر مع زوجي، لاسيّما أنني تزوجت مبكراً، حيث كان عمري 14 عاماً، وأنجبت مُباشرة أبنائي الخمسة، محمد وعمير وعلي وعفراء ومريم، وكنت أشاهد زوجي وأعاونه في حلب الإبل ورعايتها، وتعلمت منه كيفيّة إطعامها والاهتمام بنظافتها، كما أقوم بتمشيطها وتنظيفها ودهن ذيلها بأفضل أنواع العطور، فضلاً عن تعَلّم بعض الإشارات والأصوات التعبيريّة لمخاطبتها.





رعاية الإبل

 هل ترعين الإبل بنفسك؟

أقوم برعاية الإبل بنفسي، فعلى الرغم من وجود عمّال في مزرعتي إلا أنني أشرف على كل صغيرة وكبيرة، فأنا أعتبر مزرعة الإبل الخاصة بي مشروعي المربح، عدا أني مُتعلقة بالإبل على المستوى الإنساني، لأنها رمز من رموز التراث الإماراتي، في وقت طغت فيه المدنيّة على كل شيء، واختفت العادات الأصيلة لدى البعض، ولم يَعُد الجار مهتماً بزيارة جاره والسؤال عنه، نظراً إلى الانشغال بالسعي وراء لقمة العيش وماديات الحياة المعاصرة، لذلك أجد في الإبل الصديق الحنون الوفي، ولا أستطيع أن يمر يوم عليَّ من دون أن أراها وأطمئن عليها.


 ما سبب حصولك على لقب سفيرة الأصالة؟

 بسبب اهتمامي المباشر برتبية الإبل، فضلاً عن أن مزرعة الإبل الخاصة بي والتي تضم 50 رأساً، تُعدّ نوعاً من أنواع تنشيط السياحة في الإمارات، لاسيّما أننا نستقبل الزوار والسيّاح من كل أنحاء العالم، ويسعدون كثيراً خلال تلك الزيارات، لأننا نرحّب بهم أجمل ترحيب، حيث إننا نتعامل معهم وفقاً لـ«السّنْع الإماراتي»، وفيه أهمية الترحيب بالضيف وإكرامه والاحتفاء به على أكمل وجه.

 

لغة الإبل

 

 أنت الإماراتية الوحيدة التي اقتحمت مجالاً كان حكراً على الرجال.. فكيف تعاملت مع هذا الأمر؟

 لم أكترث يوماً بالأقوال السلبية، وعلى الرغم من رفض المحيطين بي دخولي مجال تربية الإبل، إلا أنني وجدته مجالاً فيه الكثير من الخير، فأنا مؤمنة جداً بمقولة والدي، رحمه الله: «الإبل إذا حلبت روت، وإذا نحرت أشبعت، وإذا حملت أثقلت، وإذا مشت أبعدت، وإذا عشقت أوفت».

لذلك أصررتُ على إكمال طريقي مع الإبل، وبدأت بدخول مزادات الإبل، وكنت المرأة الوحيدة بين 3000 رجل، ولم أهتم بالأمر كثيراً، وكل ما شغل بالي في ذلك الوقت منافسة الرجال والتفوق عليهم. فعلى الرغم من أنني لم أدرس في مقاعد الدراسة بجميع مراحلها، إلا أنني بالصبر والمثابرة والإصرار على النجاح، استطعت أن أصل إلى ما وصلت إليه من نجاح.

 هل تفهم الإبل لغتك في الحديث معها؟

 الإبل كائنات حية، وهي من أكثر الحيوانات وفاءً، وأستطيع أن أتحدث إليها بلغة خاصة فيما بيننا، مستخدمة بعض الإشارات والأصوات التعبيريّة، ودائماً أمسح على ظهر البعير وأضع الزعفران على مقدّمة رأس الإبل عند فوزها في المسابقات أو مُزاينة الإبل، كنوع من أنواع الاحتفاء بها وتكريمها، ويُشعرها ذلك بمزيد من السعادة والبهجة، وعندما أسافر أو أتغيّب عنها لأي سبب من الأسباب، فإنها تقبل عليّ لدى عودتي مثل الأطفال، وتقوم بتقبيلي وهي في غاية السعادة.