أبناء الوطن يبدعون في جميع المجالات بفضل دعم ورعاية القيادة الرشيدة الإمارات تخترق الفضاء في رحلتها نحو المستقبل
مقال-الخميس 06 سبتمبر 2018الإمارات تخترق الفضاء في رحلتها نحو المستقبل
مع زحمة الأخبار غير السارة، في عالمنا العربي، التي تطالعنا في ظل الصراعات والاضطرابات التي تشهدها مجتمعاتنا العربية، ولا سيما في السنوات الأخيرة، تدلف حياتنا أحياناً أخبار سارة، لاتشبه إلا الشموع التي تضيء مدلهم الليل، إنها أخبار إنجاز علمي أوفني أو أدبي أوثقافي هنا وهناك، تشير إلى أننا نتقدم نحو مستقبلنا بثبات، رغم ما يعتري حياتنا من صعاب .
في الحقيقة ما قادني إلى هذه السطور، هو ذلك الإنجاز العلمي الكبير، والذي يدفع إلى الإعجاب ، والشعور بالفخر، الذي أعلنته دولة الإمارات العربية المتحدة، التي عودتنا على إنجازاتها الحضارية غير المسبوقة في هذه المنطقة.
ففي إنجاز عربي جديد، أعلنت هذه الدولة الناهضة بعزيمة قيادتها الحكيمة، وشعبها المعطاء والمخلص لوطنه، عن اختيار أول رائدي فضاء إماراتيين هما هزاع علي عبدان خلفان المنصوري، وسلطان سيف مفتاح حمد النيادي، بالتعاون مع وكالة الفضاء الروسية «روسكوسموس»، وذلك من بين 4000 شاب وشابة إماراتيين تقدموا للاختبارات، ضمن برنامج الإمارات لرواد الفضاء، الهادف إلى تأهيل وإرسال رواد فضاء إماراتيين إلى الفضاء الخارجي لتنفيذ مهام علمية.
وحسب ما أعلنت الجهات المختصة فإن أحد الرائدين سوف ينطلق إلى الفضاء في أبريل المقبل كأول رائد فضاء إماراتي إلى الفضاء في مهمة مدتها 10 أيام، ضمن بعثة فضاء روسية إلى محطة الفضاء الدولية على متن مركبة سويوز إم إس- 12 الفضائية، وسيكون رائد الفضاء الثاني احتياطي له.
وكعادته في مثل هذه المناسبات، يصر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، أن يكون مشجعاً وحاضراً بقوة فيها، لدعم الروح الشبابية لدى أبناء الإمارات المخلصين، حيث هنئ كلاً من المنصوري والنيادي على اختيارهما، بعبارات مشجعة وداعمة قائلاً: «هزاع وسلطان يمثلان مرحلة جديدة لشباب الإمارات.. ويرفعان سقف طموحات أجيال جديدة بعدهما»، مضيفاً سموه: «أحلامنا تعانق الفضاء.. وشبابنا يرفعون رأسنا للسماء.. ومستقبلنا يرتكز على أساس علمي راسخ .
وأشار سموه إلى أن «لدينا اليوم البرنامج الوحيد لإطلاق مسبار للمريخ في المنطقة.. ولدينا قدرات صناعة الأقمار بنسبة 100%.. ولدينا رواد فضاء مواطنون.. ولدينا قطاع فضائي باستثمارات تصل لـ 20 مليار درهم.. والأهم لدينا الإنسان الذي لا سقف لطموحاته إلا السماء.. الخلاصة: أن الإنسان العربي «يستطيع» إذا توفرت له الظروف… .
خاتماً بالقول: «الإمارات تحلق عالياً في الفضاء.. وشبابنا يمثلون كل الشباب العربي.
كما هنأ صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة كلاً من المنصوري والنيادي باجتيازهما الاختبارات وإثبات قدراتهما وإمكاناتهما في هذا البرنامج الفضائي، متمنياً لهما التوفيق والنجاح في تنفيذ المهام العلمية الموكلة إليهما.
وقال سموه : إنه «مثلما لا حدود للفضاء.. فلا حدود لطموحاتنا في تحقيق مزيد من الإنجازات لوطننا»، مشيراً سموه إلى أن سعي دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، إلى الإسهام بدور فاعل في رحلة البشرية إلى الفضاء يأتي من منطلق الحرص على التواجد في المنصات العالمية المتقدمة التي من شأنها خدمة البشرية”.
في الحقيقة إن خبراً وإنجازاً علمياً كهذا لابد أن يدفعنا إلى التوقف عنده باهتمام كبير،لأسباب كثيرة، لعل أهمها أن هذا الإنجاز العلمي الكبير، لم يأت منقطعاً عن غيره من الإنجازات الحضارية، والقفزات النوعية، التي عودتنا عليها إماراتنا الحبيبة، التي أسسها الراحل الكبير الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي آمن وعمل من أجل نشر ثقافة حب العلم في هذه البلاد الفتية، التي أثبتت وعلى الدوام حضورها ألبهي والمشرق في الكثير من المحافل العلمية ،والمنصات الحضارية، ليس على مستوى منطقتنا وحسب، وإنما على المستوى العالمي أيضاً، ما جعلها أنموذجاً حقيقياً للدول الراغبة في ولوج عالم الحضارة، وبناء مستقبل مشرق للأجيال القادمة.
وهنا يبدو حرياً بنا أن نلقي نظرة على مسيرة الإمارات في عالم الفضاء، والتي تعد مسيرة مشرقة بكل ما في الكلمة من معنى. فكما هو معروف، لا سيما مع الأخذ بعين الاعتبار حداثة البرنامج الفضائي الإماراتي، والذي أطلق عملياً في مركز محمد بن راشد للفضاء في شهر ديسمبر 2017، حيث فتح باب التسجيل الإلكتروني لكل من يجد في نفسه الكفاءة والجدارة كي يكون أول رائد فضاء إماراتي. والذي يشتمل على مراحل تدريب مكثفة يتخطى فيها المرشحون مراحل عدة من التدريب، للمشاركة في مهام استكشاف الفضاء طبقاً لما حددته حكومة دولة الإمارات العربية.
وكان برنامج الإمارات لرواد الفضاء اختار في وقت سابق 95 مرشحًا إماراتيًا ممن تتراوح أعمارهم ما بين 23 و48 عاماً لتدريبهم وإرسال أربعة منهم إلى الفضاء الخارجي، كأول رواد فضاء إماراتيين.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن من بين المرشحين عشرين فتاة إماراتية، وهو أمر إن دل على شيء فإنما يدل أيضاً على الحضور القوي للمرأة الإماراتية، في كل مجالات الحياة في البلاد، مثلما يقدم صورة ناصعة للشباب الإماراتيين الذين استطاعوا أن يثبتوا جدارتهم في الكثير من المجالات العلمية، وأنهم خير من يمثل هذه الدولة الفتية والحضارية، التي تنظر دائما إلى الأمام في ظل قيادتها الحكيمة، التي تؤمن بأن العلم، هو الوسيلة الأقصر للوصول إلى بناء مستقبل مشرق لدولة الإمارات العربية المتحدة، ولشعبها المخلص المعطاء، الذي يثبت دائماً أنه على مستوى التحديات الكبيرة ،من أجل بناء مستقبل يقوم على العلم ،والمعرفة.
و أخيراً وليس آخراً لابد لنا في هذه العجالة من تقديم الشكر والتحية لقيادتنا الرشيدة التي تعمل ليل نهار،من أجل رفعة هذا الوطن وتأمين أفضل سبل العيش الكريم للمواطنين وكل المقيمين على أرض بلاد الخير دولة الإمارات العربية المتحدة.
الخميس 06 سبتمبر 2018