الموضوع [ 5458]

الإنجاز يعكس حجم القوة الناعمة التي تمتلكها الإمارات وتوظيف قدراتها لخدمة مصالحها الوطنية -جواز السفر الإماراتي التاسع عالمياً والأول عربياً

مقال-الأحد 16 سبتمبر 2018



جواز السفر الإماراتي التاسع عالمياً والأول عربياً

 في حدث جديد وسار يعكس صورة الإمارات العربية المتحدة في العالم، وحضورها الهام والقوي على المستوى الدولي، حصل جواز سفر الإمارات، على المرتبة التاسعة عالمياً مع المحافظة على المرتبة الأولى عربياً ، بدخول حامله إلى 157 دولة بدون تأشيرة مسبقة. ومن بين هذه الدول 112 دولة يمكن دخولها بدون تأشيرة و45 دولة تطلب تأشيرة عند وصول حامل جواز السفر الإماراتي.

وهذه النتيجة كما هو معروف تأتي استناداً إلى مؤشر “باسبورت إندكس” وهو مؤشر عالمي، يعتمد في تصنيفه على عدد الدول التي يمكن أن يدخلها حامل جواز السفر بدون الحصول على تأشيرة أو الحصول عليها عند الوصول.

وبحسب التصنيف الجديد،الذي اعتمده مؤشر “باسبورت إندكس” احتلت سنغافورة المركز الأول بدخول 166 دولة دون تأشيرة مسبقة، بينما تقاسمت ألمانيا والدنمارك والسويد وفنلندا ولوكسمبورغ والنرويج وهولندا وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة المركز الثاني، في حين تقاسمت إيطاليا وفرنسا وإسبانيا واليونان والبرتغال واليابان وأيرلندا وكندا المركز الثالث، بينما تشاركت كل من سويسرا وبلجيكا والنمسا وهنغاريا والمملكة المتحدة المرتبة الرابعة.

والحقيقة التي يجب التوقف عندها هنا، هي أن هذه الدرجة التي حصلت عليها الإمارات على المستوى الدولي، تحمل الكثير من الدلالات،حيث أنها تعني بكل وضوح، حجم القوة الناعمة التي تمتلكها الإمارات، ومقدرتها الفائقة على توظيف كل ما تملكه من قوة وإمكانيات، من أجل خدمة مصالحها الوطنية، ذلك أن قوة جواز السفر، تتناسب طرداً مع قوة واستقرار الدولة التي يتبع لها، ومستوى الاحترام الذي تحظى به هذه الدولة على الساحة الدولية.

ولعل مايبدو لافتاً هنا أن وصول الإمارات إلى هذه الدرجة، يأتي بعد إطلاق الدولة مبادرة في العالم الماضي، تهدف إلى تعزيز قوة الجواز الإماراتي”، الهادفة إلى وضع جواز السفر الإماراتي ضمن قائمة أقوى 5 جوازات سفر في العالم.
و كل متتبع لمسيرة هذا البلد، وتطوره الحضاري المتسارع، يستطيع بكل بساطة أن يرى أن هذا الإنجاز الإماراتي الجديد ، ليس حدثاً منقطعاً ،وأنما هو في الواقع استمرار ً لسلسلة طويلة من النجاحات الباهرة، والتي دشنت بداياتاها عند انطلاقة دولة الاتحاد، التي أرسى أسسها الراحل الكبير الشيخ زايد آل نهيان، صاحب الرؤية السديدة والفكر الثاقب الطموح، والذي باتت أفكاره ومواقفه بمثابة المشكاة التي ترسم لنا طريق المستقبل، في ظل رعاية قيادتنا الحكيمة التي، آلت على نفسها إلا أن تترجم طموحاتها على الأرض بكل جدارة واقتدار.

فقد عودتنا بلادنا الحبيبة الإمارات العربية المتحدة، أن نكافح لكي نبقى في القمة دائماً، وذلك من خلال رؤية قيادة رشيدة،تستلهم مصالح الوطن والمواطن، وتعمل من أجلهما ليل نهار.
وفي هذا الاتجاه حرصت دولة الإمارات العربية المتحدة، على صياغة علاقات ديبلوماسية، وعلاقات سياسية، واقتصادية، وثقافية، وغيرها مع الكثير من الدول، ولابد من القول أيضاً أن هذا النجاح اللافت الذي حققته دولة الإمارات،لم يكن لولا نجاحات كبيرة سابقة، عززت سمعة الإمارات في العالم، وعكست الطابع الحضاري لهذه الدولة الفتية.

فكما هو معروف، وخلال سنوات ليست بالكثيرة استطاعت الإمارات أن تثبت وجودها الاقتصادي والسياحي والثقافي والعلمي، ليس على مستوى منطقتنا وحسب، وإنما عالمياً.
ناهيك عن أنها وبفضل ما تنتهجه من سياسات متعقلة ومتوازنة على الساحة الدولية،وارتباطها بالكثير من دول العالم بعلاقات ديبلوماسية، وشراكات اقتصادية، وتعاون قائم على الاحترام المتبادل، ساعد ويساعد في تسويق الصورة المشرقة للإمارات كدولة تسعى إلى السلام و الحوار مع الآخر، وتوفير كل شروط العلاقات الإنسانية، للحفاظ على السلام في عالمنا، عبر سياسة الانفتاح التي تتبعها الدولة، والتي جعلت منها موطناً للكثير من منابر العلم والاقتصاد،بالإضافة إلى ما تمثله من بلاد لها تاريخ عريق،يستمد قوته وحضارته من التراث العربي والإسلامي،الذي ترك آثاره بوضوح على مستوى المعمورة .
وبسبب انفتاحها على الآخر، وسياسة التعايش السلمي التي تتبعها، وتشجيعها للحوار ، بكل أشكاله، وكذلك تشجيعها للعلم والعلماء، غدت دولة الإمارات العربية المتحدة مركزاً إقليمياً للاجتماعات والمؤتمرات والمعارض. ووضع المجلس الدولي للتحكيم التجاري (ICCA) عام 2013 أبوظبي في المرتبة الثانية ضمن 100 وجهة للمعارض والمؤتمرات الأكثر ازدحاماً عالمياً.
كما حققت الإمارات سمعة كبيرة بين رجال الأعمال ،ما جعلها تمثل أفضل وجهات رجال الأعمال.

وبالعودة إلى حصول الجواز الإماراتي على المرتبة التاسعة عالمياً ،والذي هو محور هذه العجالة،لابد من الإشارة هنا إلى أن هذا النجاح،إنما هو نجاح جماعي للكثير من الوزارات والمؤسسات المعنية ، بالإضافة إلى المواطن الإماراتي الذي يمثل بيضة القبان في أي نجاح تحققه بلاده، وفي أي مجال.
فالنجاح الجديد إنما هو ثمرة جهود متكاملة،لوزارة الخارجية في دولة الإمارات العربية المتحدة،ولكل العاملين في السلك الديبلوماسي الإماراتي، والذين أثبتوا كفاءتهم دائماً، وقدرتهم البارعة في نقل صورة مشرقة عن بلادهم إلى العالم،ومقدرتهم على الدفاع عن مصالحها ،وإيصال مواقفها الإنسانسة المشرفة إلى العالم.

وهنا يبدو حري بنا أيضا أن نؤكد أن الدور الذي تقوم به بعثاتنا الديبلوماسية في الخارج، واهتمامها بأمور أبناء الإمارات في الدول الذي يزورونها، يساهم بشكل كبير في حالة الاستقرار النفسي، والمعنوي الذي يشعر بها ابن الإمارات في الخارج،وهو أمر يساعده على الراحة، والتصرف بمنتهى الحضارية في البلدان التي تطأ أقدامه أرضها.
وأخيراً وليس آخرا لابد من القول :إن هذا الإنجاز الحضاري الجديد يؤكد مدى صوابية المواقف التي تنتهجها قيادتنا الرشيدة، بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايدآل نهيان، رئيس الدولة، بالإضافة الى الدور القوي والفعال لسمو الشيخ عبد الله بن زايد وزير الخارجية والتعاون الدولي، الذي ترك بصماته واضحة في ترسيخ سمعة وصورة الإمارات المشرقة على الساحة الدولية .

ووفقاً لهيئة السياحة والثقافة بأبوظبي، فقد بلغت عوائد قطاع المعارض والمؤتمرات في أبوظبي 2.4 مليار درهم سنوياً اعتباراً من عام 2014. ومن المتوقع ارتفاع هذا الرقم بنسبة سبعة في المئة لتصل إلى 5.1 مليار درهم بحلول عام 2020.

فالإنسان هو الأساس دائماً، وحضارية المواطن الإماراتي، وحضوره المميز في العالم، وما يتصف به من قيم أخلاقية، واحترامه للقوانين، كلها أمور تساعد على نقل الصورة الأنصع لبلاده في الخارج، وبالتالي الترحيب به أينما حل.


http://alwatannewspaper.ae/?p=376945

الأحد 16 سبتمبر 2018