الموضوع [ 4463]

عائشة المعمري.. أول طبيبة إماراتية على خط النار

المرة الاماراتية والمشاركة الفعلية على خط النار



 
           


المصدر: الإمارات اليوم   20 أغسطس 2017


أكدت طبيبة الطوارئ، عائشة المعمري، أن عملها في مجال طب الطوارئ،الذي يتطلب الدوام لساعات متواصلة يومياً، لم يمنعها من تكريس جزء كبير من وقتها للعمل في المجال التطوعي والإنساني، إذ تتمتع بقائمة طويلة من الإنجازات في مجالالطب والعمل الإنساني، أهلتها للحصول على جائزة أبوظبي في عام 2016، التي سلمهالها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلىللقوات المسلحة. ومن أبرز هذه الإنجازات تأسيس برنامج للتثقيف الصحي حمل اسم «كليةالطب المصغرة».

«كلية الطب المصغرة»

قالت عائشة المعمري إنها سعت مع صديقتها، الدكتورة موزة الحساني،لتأسيس برنامج للتثقيف الصحي حمل اسم كلية الطب المصغرة، وهو برنامج يطبق في كنداوالولايات المتحدة الأميركية، لتثقيف المجتمع بكل أطيافه بالشؤون الصحية،وإمدادهما بمهارات للتعامل مع حالات الطوارئ الطبية التي يمكن أن يتعرض لها أيشخص، وتحتاج إلى سرعة التدخل لإنقاذه.

وأضافت: «في عام 2014 فتحت جامعتا خليفة وأبوظبي أبوابهما لنا لنبدأتطبيق البرنامج فعلياً، ومع بداية الإعداد والترويج لتنظيم المحاضرات وورش العملالجماهيرية ضمن هذا البرنامج، فوجئنا بإقبال هائل من قبل المواطنين والمقيمينبمختلف الأعمار، ما شجعنا على التوسع وتطوير هذه الفكرة».

وأوضحت المعمري أن البرنامج سعى لتحقيق خمسة أهداف، أولها نشر الوعيالصحي المتقدم بين المواطنين والمقيمين في الدولة، والثاني إنشاء برنامج شاملومتكامل بمستويات تعليمية وتثقيفية متدرجة، والثالث تدريب مثقفين صحيين وإعدادهموتأهيلهم كمحاضرين متخصصين في التوعية الصحية وإرشاد المرضى في المستشفياتوالمراكز الطبية، والرابع تعريف المتدربين بتاريخ الطب في الإسلام والإمارات،والخامس الترويج لمهنة الطب بين الشباب والفتيات المواطنين، لأهميتها البالغة فيالمجتمع.

بطاقة

عائشة المعمري حاصلة على البورد الكندي في طب الطوارئ وطب العنايةالمركزة، وعلى ماجستير في الجودة والسلامة بالإدارة الطبية.

وهي متطوعة حالياً مع منظمة غير حكومية، كندية، تعمل في إثيوبيا علىتطوير طب الطوارئ في مستشفى ريفي بضواحي أديس أبابا.

وقالت المعمري إنها تعمل هناك إلى جانب أطباء وممرضين إثيوبيين، وتقدم الاستشارات للمرضى، وتعلم الفريق مهارات الطب في حالات الطوارئ على أساس نوع الأمراض التي يصادفونها

وتؤكد المعمري أيضاً أنها حلمت منذ الصغر بأن تصبح طبيبة حتى تكون علىخط المواجهة، وفي طليعة من يخدمون وطنهم. وحينما تحقق حلمها، اختارت العمل في طبالطوارئ، الذي تفوقت فيه بشهادة كثير من الجهات والمؤسسات الدولية، إذ اختارتهاإحدى المنظمات الإنسانية الكندية لتشارك في تأهيل وتدريب أطباء الطوارئ في العاصمةالإثيوبية أديس أبابا.

«الإمارات اليوم» أجرت اتصالاً هاتفياً مع المعمري في ذكرى اليومالعالمي للعمل الإنساني، التي حلت أمس، تحدثت خلاله من مقر عملها الحالي فيإثيوبيا، عن رحلتها في العمل الإنساني والتطوعي.

وتفصيلاً، قالت المعمري إنها حلمت منذ أن كانت في الـ12 من عمرها بأنتصبح طبيبة في طب الطوارئ، حتى تتمكن من الوقوف على خط المواجهة، إذا حدث مايستدعي ذلك، وأن تخدم وطنها من هذا الموقع. ولذلك اختارت العمل في هذا المجال،لتصبح أول طبيبة طوارئ في الدولة، وهو قرار اتخذته، وسارت نحوه بخطى ثابتة، ولمتتراجع عنه ولو للحظة، كما تقول، لأنها تتذكر حرب الخليج، وكيف شعرت وقتها - كطفلة- بالعجز عن فعل شيء، ومن ثم قررت عندما تكبر أن تعمل في مجال يمكنها من المشاركةفي إحداث أي تأثير إيجابي يخدم مجتمعها وقيادتها ووطنها. وأضافت: «انضممت عام 2005إلى برنامج (ماكجيل لطب الطوارئ)، حيث تم تدريبي على مختلف التخصصات الطبية في طبالطوارئ، ومن بينها طب الطوارئ الدولي الذي يشمل الخدمات الإنسانية من مختلفالأنواع، مثل الخدمة في حالات الكوارث، أو المساعدة في تطوير طب الطوارئ فيالمناطق الريفية، أو المناطق المتخلفة». وأكدت المعمري أنها واجهت أول اختباراتهاالحقيقية في مجال طب الطوارئ عام 2015، عندما توجهت إلى اليمن ضمن بعثة طبية مكلفةبعلاج جنود إماراتيين أصيبوا في اعتداء عسكري تعرضوا له.

وعن تفاصيل رحلتها إلى اليمن، قالت: «في الرابع من سبتمبر 2015 تمت مهاجمة معسكر لقواتنا في اليمن، وفي اليوم نفسه تلقيت اتصالاً هاتفياً من مدير المستشفى الذي أعمل فيه (مستشفى المفرق في أبوظبي) يطلب طبيب طوارئ للسفر فوراً إلى اليمن دون تحديد تفاصيل أو مدة، فطلبت منه خمس دقائق للردّ، لأنني شعرت بمفاجأة مصحوبة برهبة. لكن سرعان ما عاودت الاتصال به لأخبره بأني سأذهب، ثم توجهت سريعاً للمنزل، وأخبرت أسرتي، ونقلت لهم رغبتي الشديدة في السفر، لأنه واجب إنساني ووطني، لا فرق فيه بين رجل وامرأة. تلقيت بعدها اتصالاً آخر من مدير المستشفىيخطرني فيه بأنهم يريدون طبيب عناية مركزة بدلاً من الطوارئ، فأخبرته بأنني متخصصةأيضاً في هذا المجال، وأصررت على الذهاب». وأضافت: «فوجئت بتجهيزات مذهلة من قبل القوات المسلحة الإماراتية، لدى وصولي إلى اليمن، جعلتنا نعمل بسهولة ويسر واطمئنان، وقد نجحت مع زملائي في التعامل مع أكثر من 90% من الحالات، واستطعنا السيطرة على أوضاع المصابين، بما يمكننا من نقلهم إلى الدولة بالطائرة التي تحولت إلى مستشفى في رحلة لم تستغرق أكثر من 12 ساعة ذهاباً وإياباً، وطوال ساعات الرحلة، كانت مشاعر الفخر تغمرني لأن حصولي على تدريب في مجال طب الطوارئ والرعاية الحرجة والخدمات الإنسانية، زودني بالمهارات اللازمة للمساعدة في إعادة جنودنا المصابين إلى الإمارات».

وشرحت أن «العمل في طب الطوارئ يحتاج إلى البقاء في حالة التأهب علىمدار الساعة، مشيرة إلى أنها تعلمت كيف تتجاوز التحديات، وكيف تحيل الصعوبات التي تجتازها إلى فرص لمضاعفة خبراتها».