عوشة المنصوري أصغر صقّارة إماراتية
طفلة اماراتية تشارك في مسابقة الصقارة.![]() | ![]() |
الإمارات اليوم 28 يناير 2018
بجسدها الطفولي النحيل ونظراتها البريئة؛ لفتت الصغيرة عوشة خليفة حمدالمنصوري انتباه الحضور في مسابقة المحترفين، ضمن كأس رئيس الدولة للصيد بالصقورفي موسمه الخامس، الذي اختتم فعالياته أمس، وهي تنافس كبار الصقارين بثبات ومهارة،رغم أنها لم تكمل عامها الخامس بعد، وهو ما يجعلها أصغر صقارة إماراتية، كما حصدتإعجاب وإشادة المشاركين والحضور الذين أثنوا على ثباتها وجرأتها وثقتها في نفسهاوموهبتها، لتقف وتنافس في مسابقة بهذه الأهمية.
طائر لكل طفل
قالت الطفلة عوشة المنصوري إنها تطمح لتعليم أصدقائها في المدرسةرياضة الصيد بالصقور، وأن تأخذ طائراً لكل واحد منهم، وتخرج معهم في رحلات صيد،مشيرة إلى أنها تحب أن تصبح مثل والدتها التي تعتبرها مثلها الأعلى.
عوشة ليست غريبة على مجال الصقارة، فهي ابنة عائشة مطر المنصوري أولصقارة إماراتية، كما أن جدها كان صقاراً أيضاً.
عوشة ليست غريبة على مجال الصقارة، فهي ابنة عائشة مطر المنصوري أولصقارة إماراتية، كما أن جدها كان صقاراً أيضاً، وكان لهما الدور الأكبر في تشجيععوشة على دخول هذا المجال في وقت مبكر جداً، حيث تشير والدتها إلى أنها هي التيتولت تدريبها بعد أن لاحظت شغفها بالصقور، «منذ بدأ وعيها يتشكل وهي تصر علىمساعدتي، وعلى أن تحضر معي يومياً بعد المدرسة دورات التدريب التي أقدمها للسيداتوالفتيات في نادي أبوظبي للصقارين، الذي أعمل فيه مدرسة للصقور ومسؤوله قسمالسيدات، وبالفعل كانت تساعدني كثيراً فتقوم بتدريب (طيرها) وتساعد الفتياتالمتدربات على تدريب الطيور وإطعامها، وغير ذلك من مراحل التدريب». لافتة إلى أنالصقر «ياس» الذي شاركت به في مسابقة كأس رئيس الدولة للصيد بالصقور هو الطائرالخاص بها وهي التي تتولى تدريبه يومياً وإطعامه والاهتمام به، ولذلك يعرفها الصقرويعرف أنها مدربته والمسؤولة عنه.
وأشارت المنصوري إلى أن ابنتها التي تدرس في الروضة «كي جي وان»،شاركت في «مهرجان الصداقة الدولي الرابع للبيزرة»، الذي عقد في أبوظبي في ديسمبرالماضي، وحصلت على لقب أصغر صقارة، كما شاركت من قبل في بطولة فزاع للصيد بالصقورفي فئة الناشئين. لافتة إلى أن مشاركة عوشة في كأس رئيس الدولة للصيد بالصقور كانتفي شوط المحترفين المفتوح، ولو كان عمرها فوق 18 عاماً لكانت دخلت شوط المُلاك،وكان حضورها في المنافسة قوياً ومشرفاً خصوصاً أن المنافسات كانت مع صقور قويةوحصلت من قبل على جوائز كبرى، «وأعتقد أنه لو ما ارتفع الطير لكان حصل على مركز فيالمسابقة».
مهمة صعبة
المنصوري اعتبرت أن تدريب الأطفال في عمر مبكر مثل عمر ابنتها مهمةصعبة، لكنها لم تتمكن من تجاهل موهبة عوشة الواضحة وحبها لهذه الرياضة، وكذلكحرصها على الحضور باستمرار في وقت التدريب وتعلمها بسرعة لكل ما تتلقاه منمعلومات، واهتمامها بتعليم الفتيات معها ومساعدتهن في التدريب، مشيرة إلى أنهاكانت حريصة على ألا تصاب الفتاة بأذى من الصقر خلال التدريب حتى لا تخاف منه أوتنصرف عن هذه الرياضة وتهملها، خصوصاً في التعامل مع الصقر في وقت الطعام، لكنهاوجدت أن عوشة لديها قدرة واضحة على التعامل مع الطائر في مختلف الحالات مثلالتدريب والطعام والهد وغيرها، موضحة أن هناك طيوراً يمكن أن تناسب تدريب الأطفالأكثر من غيرها، مثل الطيور من نوع التبع التي يسهل على الطفل حمله وإطعامه وتدريبه.
وأكدت عائشة المنصوري سعادتها بموهبة ابنتها وارتباطها برياضة الصيدبالصقور التي تمثل جزءاً رئيساً من تراث الإمارات، معربة عن أملها في أن ترىالمزيد من الفتيات يمارسن هذه الرياضة التي تكسب الشخصية الكثير من الصفات التيتضيف لها، وهو ما يسهم في الحفاظ على تراث الإمارات ونشره والارتباط به بينالأجيال الجديدة.
يذكر أن عوشة كانت محور قصص تراثية بعنوان «عوشة والجد مطر» للكاتبةمريم الملا، وهي أول عمل تراثي إماراتي لتعليم الصيد بالصقور باللغتين العربيةوالإنجليزية، وهي تروي قصصاً من حياة عائشة المنصوري وكيف تولى والدها مطرالمنصوري تدريبها على الصيد وعمرها لم يتجاوز الثالثة.