تفتخر بأنها أول إماراتية تعمل مرحل جوي
لقاء مع المواطنة مريم الرفاعي أو ل مواطنة في مجال الطيران تخصص مرحل جوي![]() | ![]() |
ريما كيروز / زهرة الخليج / 10 سبتمبر 2018
أحبّت مريم أحمد الرفاعي أن تدخل مجال الطيران بعد أن أنهت دراستهاالأكاديمية، وبمُثابرتها ومجهودها المتواصلين، وشغفها بعملها والتدريب المكثف الذيخضعت له? صعدت السلّم الوظيفي بسرعة قياسية? لتصبح مُرْسلة طائرات أو مُرحلاًجوّياً Aircraft Dispatcher في«طيران الاتحاد?» وتكون الإماراتية الأولى التي تعمل في هذا المجال. مِنْمدرج المطار حيث تقف الرفاعي عند إقلاع الطائرات وهبوطها، كان هذا الحديث معها.
تخصُّص صعب
• ما طبيعة عمل الـ«مُرحل جوّي»؟
- الـ«مرحل الجوي» هو الذي يُجهّز الطائرة للسفر ويتأكد من السلامةالعامة? واستعداد طاقم الطائرة? وحقائب السفر? ووجبات الطعام? وموعد الإقلاع فيالوقت المحدد. باختصار، هو الذي يُشرف على التفاصيل كافة التي تتعلق بالطائرة منأصغر شيء فيها إلى أكبرها.
• هل الإجراءات التي تتبّعينها واحدة مع كل الطائرات؟
- لكل طائرة وضعها الذي يجب دراسته لمعرفة كيفيّة التعامل معها? وقدتخصصتُ بهذا المجال في أكاديمية «طيران الاتحاد». وللعلم، هذا التخصص يُعتبر صعباًجداً لأن أساسه الحساب? ولكنني تحدّيت نفسي ونجحت فيه بتفوّق.
التحدّيات
• ما التحديات الصعبة الذي تواجهينها في عملك؟
- تحمّل المسؤولية.. فليس من السهل أن تكوني مسؤولة عن جاهزيّة طائرةوعناصرها كافة? لذا تقوم الأكاديمية بإجراء اختبار لنا كل ثلاثة أشهر، لتتأكد منأننا مُخوَّلين لحمل هذه المسؤولية? ومُواكبين كل تطور يطرأ على مجال عملنا. كماأن العمل على أرضيّة مدرج المطار تحت أشعة الشمس وفي أوقات الحر والرطوبة، مُزعجٌجداً بالنسبة إلى امرأة لا تتمتع بالشخصية الصلبة المثابرة، وشغف حُبّ مهنتها مثلي.
• هل مثل هذه التحديات تُخيف الفتاة من اقترابها من مهنة الـ«مرحل جوي»؟
- بالطبع لن تخاف الفتاة من تحديات هذه المهنة إذا كانت تعشقها، ولاأخفيكم أنها مهنة صعبة نوعاً ما?لكنها تحمل للمرأة تحديات كثيرة، وأولها تحدّيالذات لإثبات إمكاناتها وقدرتها على النجاح في أي مكان تختاره.
لذا، قد أكون الإماراتية الأولى التي دخلت هذا المجال? لكنه اليوميستقطب أعداداً كبيرة من الفتيات الناجحات إلى حدٍّ كبير.
• أجمل ما في مهنة الـ«مرحل جوي» في رأيك؟
- إحساسي بالفرح الذي ينبع من كوني في المكان الذي أرغبه وأحبّه.. ففيهذه المهنة كل شيء جميل ومُثير? لأنها غير تقليدية، وبالتالي يستحيل أن يشعر من يمتهنهابالروتين والضجر، حيث إنه يتعلم ويكتشف تحدّيات جديدة كل يوم.
مقوّمات أساسية
• ألَا يُعيقك طموحك للتقدّم في العمل عن رسالة الأمومة، خاصة أنك أملخمسة أطفال؟
- لكل أمّ اختارت أن تبقى في البيت لتربّي أولادها رسالة احترام وتقديرمنّي? لأنها تؤدّي أنْبَل مهنة في العالم.
شخصيّاً، أجد أنني أملك من الطاقة ما يكفيني لأكون أمّاً صالحة وموظفةناجحة? وقد جعلت عائلتي تتأقلم على هذا المفهوم? كما أنني أجد دعماً غير محدود من زوجيوأهله? وقد يكون هذا الواقع هو المحفّز الأكبر لي لأمضي قدماً في مسيرة النجاح علىصعيد المهنة? وفي الوقت عينه لا أقصّر مع أولادي وألبّي جميع متطلباتهم.
• يبدو جليّاً اعتدادك بالنجاح. فما المقوّمات الأساسية التي رَكنتِإليها لتحقيقه؟
- رَكنتُ إلى كلام الرّاحل الكبير المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بنسلطان آل نهيان (طيَّب الله ثراه). الذي قال لنا إنّ المرأة نصف المجتمع، وحثّناعلى العمل. وكان يُردّد دوماً «أنا نصير المرأة.. أقولها دائماً لتأكيد حقّها فيالعمل والمشاركة الكاملة في بناء وطنها». وقد حفر كلامه في نفسي عميقاً? من دون أنأنسى تشجيع حكّامنا الحكماء وتشجيعهم ودعمهم المتواصل لنا كإماراتيات. وقد بنيتُعلى هذه الأسس وانطلقت منها? مُتمسكة بالإرادة والطموح لإنجاز هدفي، ولأخدم البلدالذي لم يَبْخَل علينا بخيراته.
مشعل الإنجازات
• هل تعتبرين أن المرأة الإماراتية تطورت بشكل عام عمّا كانت عليهبالأمس؟
- نعم. هذا واضحٌ ومُؤكَّدٌ.. الإماراتية اليوم موجودة في كل مهنةومؤسسة. فهي القيادية التي يُحسب لها ألف حساب،وتُؤدَّى لها التحيّة تقديراً على المكانة التي وصلت إليها? بتعبها واجتهادهاومُثابرتها الطويلة، وإصرارها على النجاح والتقدّم. لقد كسرت المرأة الإماراتيةمنظومة (هذا العمل حِكْر على الرَّجُل)? ومَدّت اليد إلى نصفها الآخَر في المجتمعلتُكمّله وتسير إلى جانبه.
• ماذا يمكنك القول إلى إماراتيّات الجيل الجديد؟
- لا تَقُلْنَ إنّكُنّ لا تعرفن.. بل حاولن ولا تتوقفن عن المحاولة، إلىأن تنجحن في تحقيق ما تسعين إليه. عليكُنّ أن تثقن بأنفسكن وبقُدراتكن، لتحملنمشعَل إنجازات اللّاتي سبقنكنّ وتُكملن مسيرتهن المشرّفة. والأهم أن تُحصّلن العلمقدر الإمكان، لأنه زوّادتكن في رحلة المستقبل المشرقة، وتذكّرن «أنّ ما تزرعونهسوف تحصدونه لا محالة بإذن الله»