الموضوع [ 3693]

المرأة الإماراتية تهز بيد سرير وليدها وفي الأخرى تحمل إنجازاتها

موضوع حول موازنة المرأة الاماراتية بين واجباتها الاسرية وعملها، ونجاحها في ذلك بفضل البيئة الداعمة لها.



التشريعات في القانون الإماراتي تحافظ على نفسية المرأة الإماراتيةوتخدم مصلحة الأم والأسرة، وذلك بمنحها مزايا تراعي خصوصيتها وتمكنها من الموازنةبين العمل والمنزل، حيث منحتها إجازة للوضع تقدر بثلاثة أشهر مدفوعة الأجر،وساعتين يوميا للرضاعة، إضافة إلى منحها حرية اصطحاب مرافق لها خلال مهمات العملالخارجية أيا كانت.


إعداد: د.نعيمة حسن

لا يخفى على أحد مقدار ما حققته المرأة الإماراتية خلال السنواتالقليلة الماضية من إنجازات كبرى، وتمكنت من التجاوب الفعال مع متطلبات الحياةومتغيراتها على أرض الوطن، وأسهمت المرأة الإماراتية بدورها الطبيعي والرائدمشاركة فاعلة

في عملية التنمية في كل مجالات الحياة، مثل التعليم، والصحة، المال والأعمال، والفن، والتطوع... إلخ.

ولقد شهدت البيئة الإماراتية زيادة في التعليم والوعي، وتحولات امتدت إلى عالم المرأة التي كان للتعليم دور كبير في تنمية الوعي لديها. وأولت دولةالإمارات رعاية خاصة بالمرأة، لأن التغييرات الاجتماعية لا يمكن أن تحدث من دون مواكبة المرأة للنهضة الشاملة وانطلاقا من إيمان القائد المؤسس المغفور له بإذنالله، الشيخ زايد بن سلطان آن نهيان طيب الله ثراه) بدور المرأة، ومن بعده صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة (حفظه الله)، أخذت المرأة تتحمل مسؤولياتها، وتتبوأ مكانتها في عملية بناء المجتمع، وتحقق لابنة الإمارات الكثيرمن الآمال التي كانت تحلم بها، خصوصا في مجال العلم والعمل، وأتيحت أمامها فرصةالمشاركة الفعلية في بناء وطنها الغالي. ومنذ قيام الدولة وهي تنطلق نحو التطور فيكل المجالات، وتركز على المرأة لأنها نصف المجتمع، واعترافا منها بدورها التنموي الاجتماعي البارز في حمل مسؤولية تطور الإمارات يدا بيد مع الرجل.

إن المرأة الإماراتية منذ قيام الاتحاد وحتى الآن في حالة تطور مستمر،وبلغة الأرقام كانت نسبة أمية النساء قبل الاتحاد %99، والآن هي في انخفاض مستمرنسبة إلى تعليم الذكور، إذ تشكل الطالبات نحو80% من عدد الطلاب داخل الجامعة، وهيقفزة هائلة.

ولقد وصلت الإماراتية إلى مستويات عالية ومرموقة من القدرات العلميةوالأكاديمية، وحققت جدارة وكفاءة عملية في مجالات التطور التقني والتكنولوجي، مامكنها من المشاركة الإيجابية الفاعلة في جميع مجالات الحياة، ومختلف مواقع العمل،وفي تنفيذ الاستراتيجية الوطنية اللابتكار، التي شملت قطاعات تنموية حيوية عديدة،تركز على الإبداع والابتكار في صنع المستقبل.

وتعمل المرأة في الإمارات بكفاءة عالية وجدارة واقتدار، ضمن الكوادرالوطنية العاملة في مجال أبحاث الفضاء الخارجي، في منظومة «وكالة الإماراتللفضاء»، إضافة إلى عملها في قطاعات استراتيجية تنموية جديدة، تقوم على اقتصادالمعرفة والإبداع والابتكار، من بينها الطاقة المتجددة والطاقة النووية للأغراضالسلمية، وتصنيع وإطلاق الأقمار الصناعية، وتكنولوجيا صناعة الطيران، وتكنولوجياصناعة الأسلحة العسكرية في الأطر السلمية.

وفي إطار اهتمام قيادة دولة الإمارات بالمرأة، وتمكين دورها التنمويأساس تميزها وإنجازاتها، فقد حصلت الإمارات على المرتبة الأولى في تمكين المرأةقيادية وبرلمانية وفقا للتقرير السنوي 2014 ل«مركز دراسات مشاركة المرأة» التابعلمؤسسة المرأة العربية». وبدأت المرأة الإماراتية تأخذ دورها الطبيعي بشكل ممنهجومنظم، حتى غدت تحتل مكانة متقدمة بين نساء العالم، من حيث الرقي والتقدم في مختلفالمجالات.

إن دولة الإمارات باتت النموذج والقدوة والمثال في تمكين المرأة فيبناء الدول ونهضة المجتمعات، من خلال مؤشرات جلية وواضحة، على أن مغزی وجوهروركيزة التنمية في دولتنا التي باتت دولة ريادية بحق في مجالات التنمية والتطورالحضاري كافة.. إنما هم أبناء الوطن رجالا ونساء بلا أدني تفرقة أو تحيز.

ولم تكن المرأة الإماراتية لتصل إلى هذا المستوى من النجاح، لولاالجهود الداعمة والرعاية الكاملة لها من قبل سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسةالاتحاد النسائي العام»، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية»، رئيسة «المجلسالأعلى للأمومة والطفولة» «أم الإمارات»، التي كان لها الدور الرئيسي في ما حظيتبه المرأة الإماراتية من رعاية واهتمام.


امتيازات


تشكل المرأة العاملة ما نسبته 53% من موظفي الحكومة الاتحادية، من دونالوظائف الخدمية والمعاونة، حسب النشرة الإحصائية للموارد البشرية في الحكومةالاتحادية، عن الربع الثاني من عام 2015 التي تصدرها الهيئة بشكل دوري، وتجسداهتمام دولة الإمارات بالمرأة العاملة في الحكومة الاتحادية، تشريعا بمنحها مزاياتراعي خصوصيتها وتمكنها من الموازنة بين العمل والمنزل، حيث منحها إجازة للوضعوساعات يومية للرضاعة، إضافة إلى امتيازات عديدة متمثلة في دعمها بالمشاركةالعملية في المنتديات والمؤتمرات والاجتماعات خارج الدولة، إضافة إلى منحها حريةاصطحاب مرافق خلال مهمات العمل الخارجية أيا كانت، حيث إن أنظمة الموارد البشريةفي الحكومة الاتحادية لا تفرق بين الجنسين في مجالات الترقية.

وتخطو المرأة الإماراتية خطوات ناجحة، ومن تقدم إلى آخر في مجالاتالحياة كافة، وتمارس الحرية

في حياتها العملية والعائلية، فهي لم تتخل عن دورها كأم مربيةأطفالها، أو ممارسة لمهنتها الأساسية في الحياة، وفي الوقت نفسه لم تحرم نفسها منممارسة دورها الحضاري في مشاركة الرجل في تحقيق التقدم الذي تشهده البلاد فيمجالات الحياة كافة.


26 / 8 / 2012 زهرة الخليج 60 - 61