دور يستحقّ التقدير والإشادة
تبادل خبرات في مجال تمكين المرأة .يحظى الدور الذي تقوم به سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات"، الرئيس الأعلى لـ "مؤسسة التنمية الأسرية"، رئيسة "الاتحاد النسائي العام"، رئيس "المجلس الأعلى للأمومة والطفولة"، بالتقدير والإشادة المستمرة، لإسهاماتها المميزة والكبيرة في دعم النهوض بالمرأة وتمكينها، ليس في الإمارات وحسب، وإنما على الصعيدين العربي والإقليمي أيضاً. أحدث هذه الإشادات جاءت من جانب وفد "جامعة كولومبيا" برئاسة الدكتورة أليس ميداليا، خلال زيارة مقر "الاتحاد النسائي العام" في أبوظبي أول من أمس، فقد أثنى الوفد على جهود سمو الشيخة فاطمة، ودعمها المرأة في مجال التعليم وتوفير فرص العمل في ميادين الحياة كافة، كما أشاد بجهود "الاتحاد النسائي" واهتمامه بشؤون المرأة كافة والمساعدة في وضع القوانين التي تدعمها صحياً وثقافياً، وتعزيز مشاركتها في الحياة السياسية.
إن سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك تستحق كل تكريم وتقدير، ليس لأنها أخذت على عاتقها العمل على تمكين المرأة وتوفير البيئة التي تساعدها على القيام بأدوارها في خدمة المجتمع فقط، وإنما للمبادرات الرائدة التي تبنّتها ورعتها، وكان لها أكبر الأثر في الارتقاء بمكانة المرأة في المجتمع الإماراتي أيضاً، ولعل مبادراتها في مجال التعليم خير مثال على ذلك، فـ "مكتب توظيف الخريجات"، الذي تم إنشاؤه قبل سنوات بمبادرة كريمة من سموها بات يقوم بدور مهم في تأهيل الخريجات من خلال الدورات التدريبية التي يوفرها للمتقدمات، والتي تنمّي مهاراتهن بالشكل الذي يسمح لهن بالمنافسة بقوة في سوق العمل في الدولة، كما أطلق "الاتحاد النسائي العام" خلال السنوات الماضية عدداً من المشروعات المهمة، التي ركّزت في مجملها على تطوير قدرات المرأة، وإكسابها العلوم العصرية الحديثة، كمشروع "المرأة والتكنولوجيا" الذي يهدف إلى تمكين المرأة في مجال تقنية المعلومات، ومشروع "المبادرات الوطنية لإدماج النوع الاجتماعي"، الذي يهدف إلى تعزيز الشراكة بين "الاتحاد النسائي العام" والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية في مجال إدماج قضايا المرأة في العملية التنموية.
إن الجهد الذي بذلته سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك في مجال دعم المرأة الإماراتية منذ إنشاء "الاتحاد النسائي العام" في أغسطس من عام 1975، يبدو واضحاً في المكانة المرموقة التي أصبحت تحتلّها المرأة على الساحة الإماراتية على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، فهي وزيرة ونائبة في "المجلس الوطني الاتحادي" وقاضية ودبلوماسية، ولها حضورها البارز والمؤثر في صنع التنمية الشاملة في البلاد عبر المشاركة الكاملة إلى جانب الرجل في مختلف مواقع العمل والإنتاج. بالإضافة إلى ما سبق، فإن سمو الشيخة فاطمة تقوم بدور مهم ومؤثر في دعم قضايا المرأة عربياً وإقليمياً، والدفاع عنها، والعمل على النهوض بها، وتعظيم مشاركتها في التنمية الشاملة في بلادها، كما يحسب لـ "أم الإمارات" أنها أضافت أبعاداً إنسانية على العمل النسائي العام، من خلال مبادراتها المهمة التي تستهدف حماية المرأة وتوفير أوجه الرعاية الشاملة لها، وتوسيع نطاق الحماية لها وصون كرامتها الإنسانية في مختلف مناطق العالم.
لقد أصبحت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رمزاً للعطاء والإرادة، وبات يُنظر إليها باعتبارها واحدة من أهم القيادات النسائية في العالم التي تقوم بدور متميّز ورائد في مجال تمكين المرأة والنهوض بها والدفاع عن قضاياها، ليس في الإمارات وحسب، وإنما في دول المنطقة والعالم أيضاً.