جدارة المرأة الإماراتية
المرأة الإماراتية شريك أساسي في عملية التنمية المستدامة وخير ممثل لوطنها في المحافل الدولية .تعيين أول إماراتية سفيرة للدولة لدى الأمم المتحدة قبل أيام يؤكد جدارة المرأة الإماراتية، وامتلاكها الخبرات التي تؤهلها للعمل في أرفع المناصب، كما يعكس ثقة الدولة والقيادة الرشيدة برئاسة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة- حفظه الله- بقدرة المرأة الإماراتية على تمثيل الدولة في المنظمات الأممية والإقليمية، والتعبير عن مواقفها أمام أكبر المنظمات الدولية في العالم، كما يبعث برسالة واضحة بأن دوراً مهماً ينتظر المرأة الإماراتية، وفي كل ساحات العمل الوطني خلال الفترة المقبلة.
إن انخراط المرأة الإماراتية في العمل الدبلوماسي، والمجال السياسي بوجه عام، يؤكد أن القناعة السائدة بأهمية دور المرأة وحتميّة إطلاق طاقاتها الكامنة تنبع من إيمان حقيقي بأنها شريك فعلي في المسؤولية الوطنية ورقم أساسي ضمن التطور الذي تشهده الإمارات حالياً في المجالات كافة، بل إن هذا يعد جانباً رئيسياً من جوانب مرحلة "التمكين" التي أطلقها صاحب السمو، رئيس الدولة، حفظه الله، والتي تستهدف تعظيم مشاركة كل فئات المجتمع الإماراتي في عملية التنمية الشاملة والمستدامة، وفي مقدمتها المرأة، وإتاحة الفرصة أمامها لتحقيق المزيد من التقدم والتطور .
إن تعيين لانا نسيبة، أول سفيرة لدولة الإمارات لدى المقر الرئيسي للأمم المتحدة في نيويورك، إنما يعبر عن النجاح الذي حققته المرأة في كل المجالات، والذي جاء بفضل الدعم الكبير الذي قدمته وتقدمه سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة "الاتحاد النسائي العام"، الرئيس الأعلى لـ"مؤسسة التنمية الأسرية"، رئيسة "المجلس الأعلى للأمومة والطفولة"، وحرصها على تأهيل المرأة وإعدادها كي تقوم بدورها المنشود في خدمة المجتمع، حتى استطاعت المرأة الإماراتية أن تقدم نماذج ناجحة في المجالات كافة، إضافة إلى حضورها الفاعل في ساحات العمل النسائي العربي والإقليمي والدولي.
لقد أكد بان كي مون، أمين عام الأمم المتحدة أن هذه الخطوة تعكس أهمية الدور المتزايد الذي تلعبه المرأة في المجتمع الإماراتي، وهذه حقيقة تترجم في العديد من المؤشرات التي ترصد واقع المرأة في مجالات العمل المختلفة، حيث تشغل حالياً نحو 30% من الوظائف القيادية العليا المرتبطة باتخاذ القرار في الدولة، ونحو 10% من أعضاء السلك الدبلوماسي، وتشغل سبعة مقاعد في المجلس الوطني الاتحادي، بنسبة 17.5% من مجموع المقاعد، بالإضافة إلى منصب النائب الأول لرئيس "المجلس الوطني الاتحادي"، كما تشغل حالياً أربعة مناصب وزارية، فيما ارتفعت نسبة مساهمة المرأة في النشاط الاقتصادي بعد تأسيس مجلس سيدات الأعمال بالدولة بصورة مطردة ليصل عدد المسجلات في غرف التجارة والصناعة إلى 13 ألف سيدة أعمال يُدرن أكثر من 20 ألف مؤسسة وشركة باستثمارات تتجاوز 15 مليار درهم.
هذا الواقع المتميز الذي حققته المرأة في مختلف مجالات العمل الوطني، جعل من دولة الإمارات نموذجاً رائداً في تمكين المرأة لدول المنطقة والعالم، ولعل انتخاب الإمارات لعضوية المجلس التنفيذي لهيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة للفترة من عام 2013 حتى عام 2015، واختيار إماراتية لمنصب مدير عام "منظمة المرأة العربية" العام الماضي من بين خمس دول ترشحت لهذا المنصب، إنما يعكس التقدير الدولي لدولة الإمارات، ولجهودها في تمكين المرأة.