عندما يتوارد عليك الكثير من التساؤلات وطلب الحلول من قبل أولياء الأمور والتربويين والمهتمين لإدارة وتغيير سلوكيات الطفل أو الطالب المتمثله في العنف والتنمر ومشكلات اجتماعية أخرى برزت على المجتمع ، فهل نستطيع أن نقدم وصفة سحرية لتغيير سلوك سلبي إلى إيجابي أو هل نملك علاجا خارقا لنفتح بابا إلى عالم يمكن تحقيق المثل والأخلاق فيه ، هل هي القدوة التي نفتقدها وننشدها في هذا العصر ، كثيرة هي التساؤلات .
لا شكّ بأنّ الأخلاق هي سمة المُجتمعات الرّاقية المُتحضّرة، فأينما وُجِدَت الأخلاق فثمّة الحضارة والرّقي والتّقدم، ولما أرسل الله تعالى نبيّه محمّد -عليه الصّلاة والسّلام- جعل من مَهمّات دعوته وصميم رسالته أن يُتمّ الأخلاق ويُكمّلها،فبناء الأخلاق والسلوكيات لا يكون بمنى عن أحكام القرآن وسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم فهما المنهاج في كيفية غرس القيم والمبادىء القويمة ، يتمثلها الوالدين بالقدوة الحسنة التي هي من أهم الأساليب الفعالة في غرس القيم .
فهل نستطيع من خلال البرامج والأنظمة الأخلاقية أن تأثرفي نفسية النشىء فتجعله أكثر تماسكا وصلابة وتأثر على عقليته فتجعله أكثر حكمة وعقلانية وتأثر على علاقاته فتجعلها أكثر انتاجية وأيجابية وتأثر على وطنيته فتجعلها أكثر حبا وعطاء وبالتالي تأثر على عموم حياته ليدرك أن هذا العالم يحتاج إلى الروح المعطاءة صدقا والإنتاجية البناءة . من أجل هذا وأكثر نحتاج إلى المربيين القدوة والقيم الأخلاقية لإدارة النفس البشرية وتوجيهها التوجيه الصحيح قدوة حقيقية ملموسة على أرض الواقع يتعلم منها النشىء ويتشربها منهاج حياة ، إن التغييرات المحيطة بهذا الجيل تحتم علينا التكامل بالجهود المشتركة للوصول بهذا الجيل إلى أعلى الطموحات خلقا وعلما وإنتاجا وعطاء لهذه الأرض الخيرة.
|
إذن كيف نبني الأخلاق لدى أبناؤنا ، كثيرة هي الأساليب والأنشطة في هذا الجانب ، نبدؤها بتحديد الصفة التي نرغب في وجودها لدى الطفل ومن ثم عرض هذه الصفة عليه من خلال القصة والحوار مع التأكيد على هذه االصفة وكيف تبدو؟ وماذا تعني؟ والتدريب المنظم عليها و تعزيزها والتشجيع على استخدامها في الحياة اليومية ، ويجب أن ننتبه إلى أن هذه الصفة يجب أن تنعكس على الوالدين لأنهم القدوة التى يراها الأبناء ويقلدونها ، فالولد إذا ما افتقد القدوة لن يفلح معه وعظ ولا عقاب، فطفلك مرآتك التي ترى فيها نفسك، فانظر إلى الصورة التي تحب أن ترى نفسك فيها، و يأتي المدرسة تكاملا مع الأسرة في تربية النّشأ وتعليمه و زرع القيم النّبيلة والأخلاق الحميدة في نفوس طلابهم .