الموضوع [ 10720]

ظهور أول فريق نسائي إماراتي في الرياضات الإلكترونية في بطولة العالم بالرياض

تسعى الرياضيات إلى إلهام الجيل القادم من اللاعبات للإيمان بإمكانياتهن وملاحقة شغفهن دون خوف من القيود



حقق أول فريق نسائي إماراتي للرياضات الإلكترونية ظهوره العالمي الأول في بطولة العالم للرياضات الإلكترونية في الرياض بالمملكة العربية السعودية في نوفمبر الماضي. كانت لحظة تاريخية لم تسلط الضوء فقط على المهارات الرائعة للفريق، بل شكلت أيضًا قفزة كبيرة في تمكين المرأة في الرياضات الإلكترونية، وهو المجال الذي يهيمن عليه الرجال تقليديًا.

ومن بين أعضاء فريق الإمارات للسيدات موزة خالد (25)، وفاطمة الأنصاري (24)، ومريم الشامسي (34)، حيث شاركت كل واحدة منهن رحلتها من عشاق الألعاب إلى الرياضيات التنافسيات اللاتي يمثلن دولة الإمارات العربية المتحدة على منصة عالمية.

تتذكر موزة خالد، من الشارقة، كيف بدأت رحلتها مع الألعاب الكلاسيكية مثل "نينجا جايدن" على "بلاي ستيشن". وقالت لصحيفة خليج تايمز: "منذ سن مبكرة، كنت مفتونة بعالم الألعاب الغامر. بدأ الأمر مع نينجا جايدن، التي أثارت فضولي وحبي للألعاب".

ومع تطور مهاراتها في الألعاب، ازدادت رغبتها في المنافسة. تقول موزا: "في البداية كنت ألعب من أجل المتعة، ولكن مع صقل مهاراتي واكتسابي للتقدير داخل المجتمع، شعرت أن فكرة الألعاب التنافسية هي بمثابة تقدم طبيعي".

اكتشفت فاطمة الأنصاري، التي تنحدر أيضًا من الشارقة، حبها للألعاب أثناء لعب الألعاب غير الرسمية على جهاز iPad الخاص بها. وأوضحت: "كنت أستكمل جميع الألعاب، لكن Mobile Legends كانت أول لعبة عبر الإنترنت ألعبها. لقد اكتشفتها بالصدفة. أثناء مشاهدتي لـ League of Legends، تساءلت لماذا لا توجد لعبة مماثلة متاحة للجوال. وبعد بعض البحث، وجدنا Mobile Legends، وهنا بدأت الأمور في الانطلاق".

مريم الشامسي من دبي، لديها جذور عميقة في مجال الألعاب. تقول: "عرّفني عمي على أجهزة الكمبيوتر والألعاب في سن مبكرة. عندما كنت طفلة، كانت الإلكترونيات جزءًا من عالمي. كان كل جهاز جديد يتم إصداره يصل إلى منزلنا أولاً. لقد أشعل هذا التعرض للألعاب والتكنولوجيا شغفي".

لحظة حاسمة

كان شهر نوفمبر 2024 بمثابة لحظة فارقة في مسيرة هؤلاء السيدات، حيث مثلن أول فريق رياضي نسائي في الإمارات العربية المتحدة في بطولة العالم للرياضات الإلكترونية في الرياض. وكانت المنافسة بمثابة علامة فارقة ليس فقط للرياضيات ولكن أيضًا لمجتمع الألعاب الإلكتروني الأوسع في الإمارات العربية المتحدة.

وقالت موزة: "لقد كان شعورًا سرياليًا. عندما وصلنا لأول مرة إلى الرياض، لم يخطر ببالي أنني كنت جزءًا من أول فريق نسائي من الإمارات العربية المتحدة يتنافس عالميًا".

موزة خالد

وأضافت: "كان تمثيل بلدي مزيجًا من الإثارة والفخر والضغوط. لكنها كانت تجربة مذهلة، وتعلمت الكثير عن العمل الجماعي والهدوء تحت الضغط".

وتذكرت فاطمة اللحظة التي وطأت فيها قدمها المسرح العالمي بفخر كبير، وقالت: "لقد كان كوني جزءًا من أول فريق رياضي إلكتروني نسائي في الإمارات العربية المتحدة تجربة مجزية للغاية. أتذكر أنني كنت أعتقد أننا نصنع التاريخ، وكان الشعور بالمسؤولية للقيام بعمل جيد من أجل بلدي قويًا.

بالنسبة لمريم، كان الحدث تتويجًا لسنوات من العمل الجاد. وأضافت: "كان حلمًا تحقق. شعرت وكأن كل ما عملت من أجله أصبح حقيقة عندما وقفت على تلك المنصة. كان تمثيل بلدي والمشاركة في هذه اللحظة التاريخية أمرًا مثيرًا للغاية".

مريم الشامسي

دعم عائلي قوي

ويكمن وراء نجاح هؤلاء الرياضيين الدعم المستمر من عائلاتهم. وتنسب موزة الفضل لعائلتها، وخاصة والدتها وأصدقائها، في تشجيعها دائمًا على متابعة شغفها. وتقول بفخر: "لم يشككوا أبدًا في التزامي بالألعاب. حتى عندما بدأت أفكر في الألعاب التنافسية، كانوا هناك بجانبي".

وتدين فاطمة بالكثير أيضًا لأختها ووالدتها، اللتين كانتا أكبر داعميها. وتقول: "كانت أختي تلعب معي دائمًا، وكانت والدتي داعمة للغاية، ولم تطلب منا أبدًا التوقف عن اللعب أو تقليل وقت اللعب. لقد شجعتاني دائمًا على تحقيق أحلامي".

بالنسبة لمريم، كان تحقيق التوازن بين الألعاب وحياتها الشخصية أمرًا صعبًا، لكن دعم عائلتها جعل الأمر أسهل. وأضافت: "كانت عائلتي دائمًا متفهمة، حتى عندما كنت أجمع بين الألعاب وتربية أطفالي. الأمر ليس سهلاً، لكن تشجيعهم يجعل كل شيء ممكنًا".

إلهام الجيل القادم من لاعبات الألعاب

ويمثل ظهور فريق الرياضات الإلكترونية النسائي في الإمارات العربية المتحدة خطوة مهمة في المهمة الأوسع المتمثلة في تمكين المرأة في مجال الرياضات الإلكترونية في جميع أنحاء المنطقة، فضلاً عن إلهام الجيل القادم من اللاعبات للإيمان بإمكانياتهن ومتابعة شغفهن دون خوف من القيود.

وقالت موزة: "طموحي هو الاستمرار في التحسن كلاعبة وإثبات نفسي على المستوى الدولي"، مضيفة: "لكن الأمر يتعلق أيضًا بتمهيد الطريق أمام المزيد من النساء للانضمام إلى مجتمع الرياضات الإلكترونية. نحن بحاجة إلى إلهام الآخرين لاتخاذ هذه الخطوة الأولى وإظهار أنهم أيضًا قادرون على المنافسة على أعلى المستويات".

وقالت مريم: "آمل أن يتم الاعتراف بفريق السيدات الإماراتي باعتباره أحد أقوى الفرق في العالم. إن نجاحنا على الساحة العالمية دليل على أنه بالتفاني يمكننا تحقيق أي شيء. أريد أن أكون جزءًا من حركة تساعد الجيل القادم من اللاعبات على الارتقاء والازدهار".

وتسعى فاطمة أيضًا إلى إحداث تأثير إيجابي. وأضافت: "لقد أظهرنا أن هناك مساحة للنساء في مجال الرياضات الإلكترونية، وأريد تشجيع المزيد من الفتيات الصغيرات على متابعة هذا الشغف. الرياضات الإلكترونية ليست مجرد لعبة؛ إنها فرصة للتطور والنمو وتحقيق العظمة".

ويشكل ظهور الفريق في بطولة العالم للرياضات الإلكترونية مجرد بداية لرحلة طويلة وناجحة، حيث تسير دولة الإمارات العربية المتحدة على الطريق الصحيح لتصبح قوة في مجال الرياضات الإلكترونية العالمية.

مع وجود لاعبات مثل موزة وفاطمة ومريم في المقدمة، من المتوقع أن يستمر مشهد الرياضات الإلكترونية للسيدات في البلاد في الازدهار